وكالة الرأي العربي الإخبارية
** تأثير المحيط البيئي على أفكارنا **
.** 4**
فأي شاعر منا يمتلك القدرة على كشف الحقيقة ؟ ويعترف لنا بأن الصمت بؤرة لانجداب الأفكار المجنحة .؟
حينها يكف الناقد على حصر الآعيب قوة التمدد للمساحة الضيقة المبتذلة بين الصمت والعزلة .
فالشاعر يطرد ما علق في نفسه من ضوء ، كي ينطفئ الالتماع القابع في أفكاره ، ويخرج ما بجوفه من ظلمة وألم عله يرفع صوت القلب ليصل إلى الأصداف النائمة في العمق .
القصيدة قبل أن تكون إدراكا لإملاءات الطبيعة على النفس ، فهي صوت يذوب كالرذاذ في عطر المشاعر لقتل المظاهر الغامضة التي تشل في الروح ملكة الخلق والإبداع .
هل يساهم اختفاء المحيط البيئي من حولنا في قتل أو الحد من دفء المعاني التي تلبسها الألفاظ .؟ أم أن أفكارنا وتصوراتنا توجد خارج كل محيط ؟
اعتقد أن المحيط البيئي شكل من اللقاح يسيطر على أفكارنا ويمنحها نوعا من السخاء والجمال والقدرة على التفاعل ويثير فينا شهية الكتابة ويسيل لعاب الإبداع .
يعتبر محيطنا البيئي شكلا من الانفتاح على وجودنا الفني الذي يغذي أحلامنا ويبني أفكارنا ويقوم أشعارنا ، ويجعلنا أكثر انغماسا في صورها فتنتعش حاسة الجمال والضياء في النفس إذ ترتجف الصور الجميلة بإرادة الطبيعة الشاردة في الوجود الحي والتي نسعى إلى اقتناصها بغية تمديد شساعة الحلم المنكمش في عسر الإبداع فتصبح لعبة التعبير جاهزة للانفجار .
محمد زغلال محمد
27-3-2020
المغرب
