أخر المستجدات
الرئيسية » أدب الكتاب » رحيل… قصة قصيرة بقلم نعيمة بوزوادة

رحيل… قصة قصيرة بقلم نعيمة بوزوادة

 

قصة قصيرة 🌺

رحيل ….

ضاقت بي السبل ،لم أجد سوى طريق بين أزقة الشارع الذي أسكنه أسلكه ،أغلقت الطرقات ،يا ترى ماذا حدث وماذا يحدث؟ ،لماذا كل هذا الظلام، كنت أسلك من قبل هذا المسلك كان به نوع من الأمان ،لماذا أحس الآن أني خائفة ؟..هكذا تهمس رحيل لنفسها وهي تنظر يمينا وشمالا ،ترتجف خوفا من رؤية ظل يلاحقها وهي تتجه نحو منزلها الذي أصبح منذ سنة خاليا … لم تكن رحيل إلا شابة في الثلاثين تعمل كمعلمة بالمدرسة الابتدائية ،كانت سعيدة رفقة أطفالها الذين لم تنجبهم لكن كانت تهوى الأمومة التي جمعتها بهم ، كانت تعتني بهم كأنهم من رحمها ،هي فتاة ذات ملاحة ، كل من ينظر إليها يجد قبولا لها في نفسه ….الآن رحيل حزينة يا ترى لماذا ؟ الكل يتساءل ما سبب خروج هذه الفتاة كل ليلة ، الجيران : لم نكن نرى رحيل إلا نادرا …ما سر هذا التحول المفاجئ؟.
رحيل الحزينة أصيب والداها بوباء كورونا ،ماتت أمها ثم أبوها ….بعدها سمعت أن أخاها الوحيد أصيب أيضا ولقي حتفه بعد أن ماتت زوجته قبله بأيام ، مأساة حقيقية بالنسبة لرحيل …لم يبق لها إلا جدة في السابعة والتسعين من عمرها، تخرج رحيل كل ليلة لتستدعي الطبيب الذي يسكن بجوار هذه الجدة لأن صراخها من شدة الألم دفع جيرانها للشكوى ، لهذا رحيل تتفقدها كل ليلة بعد صلاة العشاء تجلب لها طبيبها ليحقنها ،ثم تتأكد من أنها قد نامت وتعود رحيل متأخرة لبيت أهلها الذي أصبحت تكرهه لأنها تعلم حق العلم أن النور الذي كان يوسعه لها قد أفل .
اه يا رحيل كيف ستكون نهاية قصتك ؟

نعيمة بوزوادة

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.