أخلاق مبعثرة
ذات مساء في جو شديد الصفاء
خرجت أتنسم عبير الهواء
وفي زحمة الميدان
أراد شاب المرور بقوة وغرور
غير عابيء بزحمة المرور
وإذا بسيارة تعطله وتمنعه
ولطريقه تقطعه
هاج وماج وانتفخت الاوداج
وأخرج قاموس الشتائم والسباب
قفز من السيارة بكل قوة وجسارة
اخذ يكيل السباب لصاحب السيارة المُهاب
والرجل صامت لا ينظر إليه
أو حتي رمش بعينيه
فإزداد في الإهانة بكل حقارة ومهانة
بأن رفس سيارته وقفز فوقها يريد تحطيمها
غير عابيء بكل من منعوه
ومن حاولوا تهدئته ويترجوه
فنزل الرجل في هدوء.
شكله طويل عريض قوي شديد
كأنه يلعب بوكس أو رياضي عتيد
ومعه إمرأتان كأنهن جبلان
من القوة والعنفوان
واذ بصاحبنا الهُمام سليط اللسان
ترتعد مفاصله كأنه كتكوت ضعيف
امام هذا العملاق المخيف
مسكه من يديه وفرده علي السيارة
واخذ يكيل له الضرب واللكمات
فتعالت الصرخات وارتفعت الاهات
اغيثوني. الحقوني من هذا الوحش اللعين
إلحقوني يا موجودين
أخذ الطريحة بمهارة
حتي أصبح جسده
يحمل علامة واشارة
فتدخلت الناس لفض هذا التماس
بين عملاق جبار وفأر جعجاع منهار
خلصوه بأعجوبة بعد أن فرده .
وعجنه بكلتا يديه
إنتزع هذا الموقف ابتسامتي
كذلك اقتنص دمعتي
إذ كيف لشاب صغير يهين رجل كبير
مثل ابيه او في سن أخيه
كيف لايحترم شعرة بيضاء
تملأ رأسه وتعتليه
أين ذهبت قيمنا
من فعل ذلك بنا
كيف وصلنا الي هنا
أين الأصول التي ورثناها عن آبائنا
ابسطها احترام الصغير للكبير
أين الأدب أين التوقير
تركت المكان بعد أن إنفض المكان
وخف الزحام وكل ذهب حيث كان
وأنا في حلقي غُصة لهذا الموقف وهذا الكلام
![](https://i0.wp.com/news.mkomarab.com/wp-content/uploads/2024/12/FB_IMG_1733161114063.jpg?resize=540%2C330&ssl=1)