…الكاتب والمخرج / تامر جلهوم.
لازلت أكررها حتى أخر نفس فيا فالدور الحقيقى للإعلام هو تقديم وجبات ثقافية سريعه تغذى المتلقى بالمعلومات و الأخبار التى تشكل الوعى الكامل بالمحيط الذى يعيش فيه
و إن لم تكن هذه المعلومات ذات ثقل حقيقى فيتأثر المتلقى بنفس الكميه المقدمه له فيكون ذات ثقافه محدوده .
و لكن عندما تحتوى هذه الأخبار أو تلك المعلومات على مغالطات و أكاذيب و إدعاءات ليس لها أساس من الصحه ,,, تقع الكارثه الحقيقية لأنها تبث فى الملتقين و كأنهم فى عالم آخر فيتأثروا به و يؤثر فيهم و بالتالى تكون ردود الأفعال مجاريه للمعلومات المغلوطه
فما بالنا بمن يؤدى دوراً ووظيفه تعمل بالأساس على تقديم الأكاذيب و الإدعاءات ,,, إنه شخص معتوه و غير سوى و لا يجب أن يبقى فى هذا الدور لأن مصر بعد ثورة 25 يناير يجب أن تبقى نظيفه من أى تلوث حتى و لو كان تلوث ثقافى لأنها تبرز مكانة الإعلام وأهميته في تأثيره الكبير على توجهات الناس وآرائهم في الحياة سواء بالسلب أو الإيجاب فوسائل الإعلام قادرة على فرض رأي أو توجه معين بحسب توجهات وسياسة المؤسسة الإعلاميةولكن الحقيقة الثابتة أن وسائل الإعلام تحكمها أخلاقيات ومبادئ تفرض عليها أن تلتزم الموضوعية والمصداقية في نقل مختلف الأحداث الجارية في المجتمع وحينها نستطيع أن نتوجها بتاج السلطة الرابعة.
فأعلم عزيزى القارىء أنه لا يخفى على أحد الدور الذي يمارسه الإعلام في تنمية وتطوير فكر الشعوب فهي إما أن تسمو بهم للقمة أو تحط بهم إلى الحضيض ويبقى فكر المجتمع مرهوناً بما يقدمه الإعلام ويضحه في عقول الأفراد.
ويتجلى هذا التأثير في معرفة مدى وعي الشعوب من عدمه من خلال ما يبديه الأفراد من ردات فعل تجاه الرسالة الإعلامية أو ما يسمى برجع الصدى ((Feed Back)). ويتفق ذلك مع قول وزير إعلام هتلر جوزيف جوبلز: «أعطني إعلاماً بلا ضمير أُعطيك شعباً بلا وعي» فهو يشير إلى ما يحمله الإعلام من رسالة سامية يكمن وراءها رقى الشعوب وتنمية مجتمعها لينعكس ذلك على وعيها.
ففي واقعنا الحالي فى مصر أنتصر فكر الغالبية على مقولة جوبلز إذ إن الوعى يسابق أى تزييف أو قلب للحقائق وباتت لا ينطلي عليها أى بريق إعلامي يمارس لأهداف ومصالح شخصية. وربما كان للأحداث الراهنة والتطور الملحوظ لوسائل الإعلام فى مصر فضلاً عن أنتشارها غير المسبوق دوراً فاعلاً في تسامي عقول الأفراد عن ما يحاك لها من وراء الستار من معلومات كاذبة أو أخباراً مزيّفة للأستخفاف بعقول الأفراد والتي تمارسه بعض الصحف الصفراء(( Gutter press))وفى وزارة الإعلام فهى في هذا الزمن أكبر من أن تكون ضحية لقلب الحقائق والشمس حاشى أن تحجب بغربال.
وحينما عصفت رياح الربيع العربي فبات يقيناً أن الإعلام يقوم بدورٍ فاعل إما إيجاباً أو سلباً في تاريخ الأمم والشعوب وخاصة في فترات التحول الديمقراطي إذ بات الإعلام السلطوي في مصر ودول أخرى وبعد أن نالها نصيب من نسيم ذلك الربيع متغيراً رأساً على عقب ليصبح إعلاماً حقيقياً مع الشعوب وحريتها وكرامتها وعزتها لأن الإعلام وجد ليكون مع المجتمع وأفراده لا لتحقيق مآرب ذاتية وإن حصل ذلك فهي زئلة لا محالة.وفى النهاية أقول لايمكن أن تصتلح الأمه إلا أن يصتلح جهاز إعلامها.
إن من الضرورة أن يلتزم الإعلام المصرى بالضمير الذي دعا إليه جوزيف جوبلز في المقولة السالفة الذكر وحينها يمكن أن نصل إلى الهدف المنشود وهو حيادية الإعلام والسمو بالأفكار عن الهبوط والدونية فضلاً عن ضرورة أحترام عقول الشعوب مراعاة للكرامة والفطرة الإنسانية التي لا تقبل إلا الإعلام الصادق وهذا ما أتمناه فى بلدى الحبيبة ((مصر))..