الرئيسية » مقالات » روميو وچولييت…مقال بقلم محمود محمد زيتون

روميو وچولييت…مقال بقلم محمود محمد زيتون

روميو وچولييت فى الحجر.!
مقال
• أعاني أنا وكثير من أصدقائي ، من رتابة ومرارة الحياة ، وفراق الأحبة ، الذين يرحلون عنا، ويتركون قلوبنا كسرادقات العزاء.!
فأيامنا نسفحها في ترقب وخوف ، وصارت بصبحها وأمسها تتشح بالسواد، ويد المنون تقطف الأرواح وكأنها تنتقي من البستان أينع الأزهار.!
فقلت فى نفسي لاسبيل إلى الخروج من هذه المحنة إلا بتذكر ما ولى من زمن كانت فيه أحلام شبابنا تتجاوز فى رحابتها عنان السماء.!
ومن القصص التى تعلقت بها قلوبنا ، وشكلت كتيرٱ من وجداننا في ريعان الشباب رائعة شكسبير الخالدة « روميو وچولييت »بأحداثها الرومانسية التى تحوي وتحكي لوعة الحب و التضحية من أجل الحبيب.!
فعدت إليها واستلهمت أحداثها في تلخيص يسجل روح القصة ولا يطنب في سردها متذكرٱ الطهطاوي حين لخص ما رآه في فرنسا في تحفته الأدبية :
«تخليص الإبريز في تلخيص باريز ».!
……………………………………
٭٭ عندما وقع بصر روميو على چولييت لأول مرة وقف مشدوهٱ يتأملها ، ويصيح فى أعماقه :
« يالهذه الروعة.. إن ضياءها ليكسف أضواء المشاعل.. يالهذا الجمال.. جمال أنفس من أن يناله بشر.. وأرق من أن تحويه أرض» !
ووقع فى قلبه منذ تلك اللحظة ذلك الحب العنيف الذى سجلته الأساطير وخلدته عبقرية «شكسبير » وأصبح اسم چولييت على شفتيه وعلى شفاه المحبين..
وقاد الحب روميو وچولييت إلى النهاية المحتومة ، وتزوجا خفية عن عيون أهلهما المتعادين ، ولعب القدر للتفريق بينهما لعبته المرسومة، فكانت المأساة المعروفة.!
لقد أراد الراهب الذى عقد قرانهما سرٱ أن يجمع بينهما فأعطى چولييت المنوم الذى يظهرها بمظهر الموت ؛ لتستيقظ فيما بعد وتهرب مع حبيبها.. فلما تجرعته ، دفنها أهلهافى قبر الأسرة الفخم ظنٱ منهم أنها ميتة.!
أما الراهب فقد احتجز في الحجر الصحي ؛ بسبب الاشتتباه في إصابته بالطاعون الذي كان متفشيٱ.
ولهذا السبب فشل في إيصال الرسالة إلى روميو.!
وأقبل روميو ، وظن هو أيضٱ أنها ماتت ، وهو لا يدري أنها منومة ، فأعد لنفسه سمٱ يذيقه نومٱ أبديٱ ، ودخل عليها القبر قائلٱ لجسدها المسجى :
« يا حبيبتي.. يا زوجتي.. ما استطاع الموت أن ينال من جمالك شيئٱ.. هاهو الحسن لم يزل نابضٱ بتاج سلطانه فوق مرجان ثغرك وورد خدك.. آه يا جولييت لماذا أنت هكذا جميلة؟ إني لأعتقد أن الموت نفسه هائم بمفاتن سحرك.. ولكني سأبقى بجانبك دائمٱ »!
وأخرج من جرابه قارورة السم وأفرغها فى جوفه ، فأحس السم يسري فى جسمه فلثم ثغر چولييت وسقط غائبٱ عن الوعي .!
ولم يمض قليل حتى انتهى فعل المنوم فى جسم جولييت واستيقظت، فأبصرت روميو ممددٱ تحت قدميها ، فأدركت ما حدث.
لقد حسبهاميتة حقٱ، فلحق بها إلى السماء ، فنظرت إليه وقالت :
« ماذا أرى؟
كأسٱ لم تزل فى يد حبيبي قابضا عليها ؟
أهكذا شربت كل ما فيها أيها الأناني.. هلا تركت لجولييت حبيبتك قطرة منها؟!
سأعتصر شفتيك بقبلاتي حتى أرتشف من بينها قليلٱ من سم يمنحني الموت ؛ ليجمع بيني وبينك دائمٱ.!»
ثم استلت خنجر روميو وطعنت به قلبها طعنة أردتها قتيلة ، وسقطت فوق صدره جثة هامدة..!!
٭٭ تلك هى القصة كما خلدتها الأساطير وخلدتها عبقرية شكسبير ، إنها قصة الحب الصادق الحافل بالرمزية.. المشحون بالرومانسية..الحب الذي يحقق الذات ، ويسمو بصاحبه إلى معرفة الخالق الوهاب ،كما صوره الشاعر العربي حين قال وأبدع :
إن نفسٱ لم يشرق الحب فيها
هي نفس لم تدر ما معناها
أنا بالحب قد وصلت إلى نفسي
وبالحب قد عرفت الله
بقلمي
محمود محمد زيتون
عضو نقابة الإعلاميين بمصر

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.