همسة لمن تجاوز الستين

الحمد لله على نعمه الكثيرة ، اقول لابناء جيلي اننا نعيش هذه الايام مرحلة عمرية في هدأة من الزمن تجاوزنا ربيع الازهار ، وصيف الثمار ،الى خريف الانتظار ، وقرب تساقط اوراق الاشجار ، ذهب شبابنا وما رافقه من الصخب والوصب ، وها نحن نعيش بهدوء المتأمل كمن يجلس في استراحة مطار نحتسي فنجان قهوة قبل اقلاع رحلة سفر بعيد ..
اننا نعيش في بيوتنا في مرحلة يملؤها التفكير والتامل فيما انجزنا ووصلنا الى مرحلة نضوج فكري وعاطفي وأجمل ما في حياتنا أن نرى الابناء والاحفاد من حولنا يلهون يتسامرون حولنا وكانهم فراشات حول مصباح يزهو بهم ولا يحرقهم بل يمنحهم دفء الحضور وفكر يصل الى درجة الحكمة من خلال تجارب حياتيه ، ان تجاربنا في الحياة نضجت على جمر الحياة القاسية التي مررنا بها ،
تعالوا معي لنستفيد مما تبقى لنا من عمر ان كان في العمر بقية ، لنكثر من الطاعات كزاد لمرحلة ما بعد الرحيل ، ثم لا نضيع فرصة الحنو على من انعم الله علينا بصحبتهم من والدين ومن زوجة وابناء وبنات واحفاد ، اننا نعيش مرحلة دفء عاطفي وهدوء نسبي يجعلنا اقرب للروحانيات من المادة وتحولات الحياة ، هنيئاً لنا جميعاً بما انعم الله علينا من عمر وذرية ومعافاة .
اللهم اجعلنا ممن احببت ولا تمتنا الا وانت راضٍ عنا .
——————-
بقلمي / اسماعيل بن محمد العمرو
الرياض 24/2/2017