“أحجِيَّةُ الموت أكبرُ من أحلامِيْ ! لا أزالُ صَغيرةً و رئتي تفيضُ دُخانْ ..
مَن أشعلَ الحربَ في قَلِبي ؟و راح يتلو عليَّ لأجلِ سَلامِي ، آياتهِ .. مَن قَصَف تفاحَتِي الحمراءْ ..؟ و اقتَلعَ جذورِي قَبلَ استيقاظِ الندَى ، و طيَّرَ لهفةَ عصافيرِي ببلوغِ الفضاءْ !!
مَن قيَّدَنِيْ بِكابوسٍ لَم أرغَبْ بهِ ، و سيَّجَ تضحِيَتِيْ بذَنبٍ لَم أقترفْهُ .. و ما صَفَح!
إنِي صَغيرة ! و مَطلَبِي كَبيرٌ ، بِحَجمِ الوَطنْ . هَل لِي بأمنيَّةٍ مُغلَّفَةٍ بصورَةٍ لي في دارِيْ ، مبسَمِيَّ شَفيفٌ و جَبهَتِيْ تطرَحُ الزيزفونَ ! أو عُلبةٍ زرقاءَ مخمليَّةٍ تَحرُسها النوارِسُ .. تتسِّعُ لما تبقَّى من أضلاعِيْ !
هَل لِي بِدُميَّةٍ تشبِهُ أمِيَّ ، تَسكُن قُربَ تفَّتُحِ عيني ، بِشَعرِها الطَويلْ تغطِي البردَ و تنتهِزُ النعاسَ كَي تغَنِيْ لِي عن حمامَتينِ .. تكونُ أمِيْ بَبَسمتها الفَريدة!
هَل لِي بِعقدِ لولو من نجومِ عُيونِكُم .. و قِصصاً مصورَّةً تحكِيْ عَن ذِئبٍ بَنى فوقَ قَلبِ ليلى خَيمةً و راح يمشِي إلى جسرِ الميعادِ دونَ جوازِ سَفرْ!
أحجِيَّةٌ أكبرُ من عُمرِي ، بالكادِ أستطيعُ فَهمها !”