عليها..
من يهدي الحيارى سواء السبيل، ويشد إزرهم في الطريق الصحيح، حين تلتبس عليهم مفاتيح الخرائط، وتنحرف بهم الطرقات إلى المزيد من المتاهات..؟
من ينصف المغلوبين على أمرهم، يجوعون ولا من يُطعمهم، ويعطشون ولا من يسقيهم، ويتعرون ولا من يكسيهم..؟
من يرد الكرامة للمقهورين، للذين يصبحون مذلولين ومهمشين ويمسون على نفس الحال..؟ لا أحد يصنع لهم قيمة، أو يلتفت إليهم، أو يسمع صراخهم فيلبي..؟
من يرتب الأنفاس الثائرة في صدور المختنقين، ويعيدها إلى إيقاعها العادي..؟
من يكشف الغموض الذي يلف الثروات المهدورة، إلى أين وجهتها، ومن يستفيد منها..؟
من يسلّ الخوف من أجواف المتضررين الذين لا يجرؤون على المطالبة بحقوقهم..؟ يخافون من توقيفهم التعسفي ومحاكماتهم اللاعادلة، وإيداعهم السجون ظلما وجورا..؟
من يحمي أموال الفقراء والمساكين من تكالب الناهبين لها وعليها..؟
من يكفكف دموع الباكين من حرقة الواقع الذي لا يرحم..؟
من يهدئ من سخط الضعفاء حين يصابون بالسعار والإنهيار..؟ يتشردون في الشوارع والحارات، ويقتاتون من القمامات ومما قد يجود عليهم بعض المحسنين..؟
من يملك الجرأة على الإجابة على مثل هذه الأسئلة..؟
محمد عطاف
هولندة