أصعب قرار:
الكاتب والمخرج /تامر جلهوم.
كل إنسان فى كل الأوقات والأزمان والأزمات لابد أن يتخذ قرار قد يكون صواب أو خطأ ولكن لابد أن يكون هناك قرار للإنسان يمكن أن يغير من مسار حياته أويلقى بظلاله على حياته على المدى الطويل ويمكن أن يكون ذو تأثير سريع يشعربه الفرد منا سريعاً دون تأخير …..المهم أن يكون هناك قرار والأهم أن يكون لدى الإنسان القدرة على إتخاذ هذا القرار.فالقرارات أنواع وأشكال وتتنوع بين القرار المطلوب للإنفصال عن حبيبة أو صديقة فى النادى إلى القرار الذى يتحكم فى أرزاق البشر أو حياتهم ومع تدرج أهمية القرار تتدرج المسئوليات المطلوب تحملها من صانع القرار وبالتالى الحكم على امكانية هذا الصانع فى أتخاذ القرار فى الوقت المناسب وللفئة المطلوب اتخاذه تجاهها وألا يكون القرار فى غيرمحله. فيسير المرء متقلباً بين الأيام والليالي.. فكم من عمل يفوت، وفرصة تذهب بسبب تأخر اتخاذ القرار!.
فالقرار يحتاج معرفة لجوانب الموضوع، ومدى مناسبة تنفيذه وإيجابياته وسلبياته..الخ، لكن الأهم ما هي القرارات الصعبة؟ وكيف تتخذ؟!
تذكرت شاب مرة شاورني في موضوع ابتعاث له، وأبوه رافض نظرا لحاجته له، وكان الابن مصراً على الذهاب، فأتى يستأنس برأيي.. سألته: لماذا أنت ملح على السفر وتخالف أباك وهو محتاج لك؟ قال: الابتعاث فرصة ولا يعوض! قلت: حياة الأب هبة من الله وأيضاً لا يعوض، كذلك قد تجد بديلاً للإبتعاث، لكن لو ذهب أبوك كيف تجد له بديلاً؟! وفعلاً أقتنع.. وأكمل بجوار والده.
فهناك قرارات مصيرية قد تغير مجرى الحياة وتلامس سعادة القلب وسعادة من حولك، ولها أرتباط وثيق بهدف الحياة الدنيا ومقام الآخرة.وهي متعددة؛ منها: اتخاذ منهج الحياة عبادة وسلوكاً، الزواج ونوعيته، السكن، الوظيفة، المشاريع الشخصية، العلاقات والصداقات.
فأحيانا.. القرار يحتاج منك مشورة وتطبيقاً، وأن تكون قدوة لكي ينفذه التابعون من رعية أو أولاد أو جماعة.. فى يوم الحديبية دخل رسول اللَّه -صلى الله عليه وسلم- على زوجته أم سلمة -رضي الله عنها- يشكو إليها عدم إجابة المسلمين لمطلبه حين أمرهم بالنحر والحلق. فقالت – رضى اللَّه عنها – للنبى: يا رسول اللَّه! اخرج فلا تكلم أحدًا منهم كلمة حتى تنحر بُدْنَك، وتدعو حالقك فيحلقك، ففعل النبي ذلك بعد أن استصوب رأى أم سلمة، عندها قام الناس فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا.
فليست المشكلة أن نبدأ، المهم كيف ننتهي، أحيانا تكون البداية مبشرة، والنهاية مدمرة، ربما نصل إلى القمة، وننتهي في القاع، في الحياة لا توجد ضمانات، فقط أختيارات، نحن نختار ثم ندفع الثمن، أختياراتنا تحدد مصيرنا، حياتك محصلة أختياراتك، إذا لم تكن سعيداً في حياتك، فقد حان وقت التغيير.وفي الحياة لا توجد خيارات كثيرة، إما أن نمضي للأمام، أو نتراجع إلى الوراء، الحياة هي فن الاختيار، السعادة أختيار، والتعاسة أختيار، الفرق بين ما نريده، وما نحلم به، هو ما نفعله الآن، في مرحلة ما لن يحبطك ما فعلته، وإنما مالم تفعله، عندما لا تفعل شيئاً اليوم، غداً تلوم نفسك.بالطبع التغيير صعب، ونحن لا نتغير إلا إذا تفتحت عقولنا، أو تحطمت قلوبنا، هنا فقط نفكر في التغيير، ونقرر العيش وفق أختياراتنا، أن تكون نفسك خطوة مهمة، وأن تستمع للصوت النابع من داخلك خطوة أهم، حياتك مسئوليتك وحدك، المهم أن تختار بشكل صحيح. معظم أخطائنا تحدث حين تتغلب العاطفة على المنطق، حين نعرف الأختيار الصحيح ولا نقبل به، حين نتردد بين ما نحبه وما هو مفروض علينا، كن قوياً ولا تدع شيئاً يحطم إرادتك، الإيجابية لا تعني دائماً الاستمرار، أحياناً من الأفضل أن نمضي بعيدا، بدلاً من إصلاح مالا يمكن إصلاحه.
فنصيحتى لك عزيزى القارىء لن تبدأ فصلاً جديداً في حياتك، إذا واصلت قراءة الفصل القديم، ولن تتحرك نحو الغد إذا عشت في الأمس، ومن راقب الناس مات غما، الندم لا يفيد، والإكتئاب مدمر، ولو تأملنا حياتنا لأدركنا أننا كلما فقدنا شيئاً، فإننا نكسب في المقابل شيئاً أهم، الحياة أختيارات، ودائماً هناك أكثر من أختيار.فحين تجد نفسك على الطريق الخطأ، فلا مفر من اتخاذ القرار الصعب، المهم أن تعكس أختياراتك..آمالك وليس مخاوفك، الحكاية وما فيها: ليست كيف نبدأ، بل كيف ننتهي؟..
وفى النهاية أتسأل عندما تواجه أصعب قرار فى حياتك …هل تستمر فى المحاولة .أم تمضى فى طريقك وتنسى ؟؟؟؟.