أكاذيب التنجيم
في ليلة رأس السنة طل علينا من أحد القنوات الفضائية اللبنانية ، رجل يدّعي علم الغيب ، ويزيد من استخفافه بعقول المشاهدين ، بقوله … أنه متصل مع مخابرات العالم الغيبي ، وأنه قادر على تحديد الأحداث بدقة ، ولكن من الصعوبة إعلانها على الملأ ، خوفاً على حياته .
لسنا ضد أن علم الفلك يلعب دوراً كبيراً في تحديد شخصياتنا وأمزجتنا ، ولكن ليس في تحديد مستقبلنا فهو بيد الله وحده ، ولا يطلع على علمه أحد ، كما ورد بالحديث الشريف ((كذب المنجمون ولو صدقوا )) .
ففي هذا دليل على كذب المنجمين فيما يخبرون حتى لو كان كلامهم يقضي إلى شيء واقعي وصادق ، فهؤلاء ليسوا إلا أناس لديهم معرفة بعلم النفس ومن ثم هم مطالعون جيدون للأخبار و الأحداث ، ويعملون على تحليلها ، تبعاً لما هو مستجد .
وكما هي العقلية الإنسانية دائماً ، تسعى لمعرفة الغيب الذي هو من علم الله ، نجد هؤلاء المنجمون يحاولون العمل على اصطياد الناس في هذا الجانب
الشخص الذي لا نود أن نذكر اسمه انا احذر الناس من هؤلاء المنجمين مثل هذا المنجم عندما طل بطلعته البهية على القنوات الفضائية) ما هو إلا أحد هؤلاء الأشخاص المذكورين ، يعملون على طمس العقل والتفكير المنطقي لدى الناس ، ويحتكرونه لأنفسهم ، ووصلوا إلى الإلحاد والكفر بالله ، طمعاً في المال والشهرة ، وأشياء أخرى لا يعلمها إلا الله .
وهذا الشخص إذا كان من الجن أو ليس من البشر ، فيجب أن لا يغيب عن باله الآية الكريمة من سورة الجن من الآية رقم 8 إلى الآية رقم 10 قال تعالى (وأنّا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا ً شديداً وشهباً ، وأنّا كنا نقعد منها مقاعد للسّمع فمن يستمع الآن يجد له شهاباً رّصدا ، وأنّا لا ندرى أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشداً ) و هذه الآيات الكريمة كافية للدلالة على عدم قدرة أحد على علم الغيب.
ففي إحدى تعليقاته الصاروخية على أحداث سوف تحدث قال العالم الفذ و رجل الاستخبارات الشيطانية ، عن ما سيحصل في العالم والوطن العربي و في الأردن فلقد استغل خوف الناس عندنا في الأردن من الزلازل لقلة حدوثها معلناً حدوث هزات في بلادنا الحبيبة ، بالإضافة إلى هزات سياسية وأمنية ، فكل ما قاله لا يدخل في حسابات العقل والمنطق لدى شعب تصل نسبة متعلميه ومثقفيه أكثر من 96 بالمائة ، شعب يحترم تقاليده ودينه وعقله ، لقد ارتكب هذا الكاذب جرماً خطير في تسفيه العقل الأردني وفي التشكيك في قدرات جهازنا الأمني والسياسي ، وهو يعرف أن جهازنا الأمني و السياسي يتمتع بخبرات عالية و شهادات عالمية ، و أغلب دول العالم تستعين بخبراتنا و مؤهلاتنا .
وللتذكير فإن الأردن تقع في منطقة انزلاق الصفائح الأفريقية الآسيوية وهي كما قال علماء الاختصاص أن حدوث الزلازل فيها يحتاج إلى سنوات من 60 إلى 220 سنة حتى تحدث لا قدر الله بقوة تصل 4 درجات و هذا حصل عام 2005 بقوة 4.9 درجات ، و لكن رحمة رب العالمين كانت أقوى في حماية وطننا و شعبنا ، وهذه حقيقة علمية ثابتة يجب أن لا تغيب عن أي مواطن أردني .
و الحقيقة الأخرى أن الأمن و الاستقرار السياسي في المملكة من ثوابت القيادة الهاشمية و هو أفضل بكثير من أي دولة في العالم ، و أن شعبنا كله يقف خلف قيادته ، لذا نريد منه وغيره من أتباع المخابرات الشيطانية أن يتوقفوا عن شن هذه الحرب النفسية على الأردن والوطن العربي لانه ايضا وطنا حمى الله الجميع من اي مكروه وحمى الله وطننا و شعبنا من كل شر وسوء .
الكاتب الاردني
منصور محمد حمدان