أنت نحن
شعر:أحمد عبد الرحمن جنيدو
****************************
اليومُ يومُكَ والزمانُ زمانُكْ.
فارفعْ نداءك فالأوانُ أوانُكْ.
واضربْ عصاكَ، بحارهمْ قدْ أغلقتْ
فعصاكَ تفلقُ، والأخيرُ جنانُكْ.
مهما تغالوا، فالحقيقةُ واقعٌ،
فاصرخْ بحقَّكَ فالفضاء حصانُكْ.
حلّقْ بحلمِكَ فالبلادُ صغيرةٌ،
فالصبرُ يُحملُ، والقضاءُ مكانُكْ.
يا أيّها المولودُ من رحمِ الأسى،
إنَّ الحقيقةَ في الظلامِ لسانُكْ.
يمضونَ في الأوراقِ بعدَ فظائعٍ،
أنت المغنّي، والوجودُ رهانُكْ.
ستسوقُ قطعانَ المدى بأصابعٍ،
ويقلّمُ السطرَ الأخيرَ بنانُكْ.
ويرومُ عن وطنٍ تجلّى دمعةً،
في القلبِ حبٌّ، والصباحُ حنانُكْ.
تلكَ الحكايةُ في الجباهِ مفادُها،
جرحٌ تعاظمَ، والدماءُ عنانُكْ.
يا أيّها السوريّ يا صرحَ الهدى،
باعوا الضحيّةَ، والمزادُ أمانُكْ.
ذبحٌ وقتلٌ في ابتساماتِ الوغى،
يقفُ احتراماً، لمْ يمتْ سجّانُكْ.
ملعونةٌ تلكَ النهايةُ يا (أنا)،
نحنُ اليتيمةُ، هلْ شكتْ ألوانُكْ.
لسنا الذين يباركون قطيعةً
فالأرض تنجبُ ،إنْ بكتْ أوطانُكْ.
صوتُ الحياةِ على الدماءِ صلاتُنا،
فاركعْ لربٍّ، فالترابُ مصانُكْ.
أّمّي أبي عمّي أخي جدّي دمي
أنتمْ أنا همْ هؤلاء كيانُكْ.
وطني الجريحَ تحيّةً من غربةٍ
سقطَ القناعُ، ونصرُنا قرآنُكْ.
وطني الذي رسم الصباح شهيدُه
في الحاديات تكاملتْ أشجانُكْ.
هاتي الخلاصَ فأنّنا أسطورةٌ
تبني الحضارةَ، أرضُها أوهانُكْ.
لُعِنَ الذين تنكَّبوا لدمائنا
وأراهمُ رقصتْ بهمْ ألحانُكْ.
يا ويحهمْ أفلمْ يكونوا رتَّعا
يمضي بهمْ بين الربوعِ مهانُكْ.
وعلى رُبانا العامرات تألّقٌ
كالفجر يجذبهمْ لهُ إيمانُكْ.
يا ويحهم لُعِنوا بكلِّ مقدّسٍ
بين الورى وكوتْهمُ نيرانُكْ.
ستكونُ عاصفةً تدكُّ عروشَهمْ
وسيلجؤونَ إليكَ ، هذا (شانُكَ).
يا موطني ستظلُّ رغمَ جحودِهمْ
المجدُ مجدُكَ والزمانُ زمانُكْ.