نثرية شعرية
——–
” أيلول ”
في بَحر الغِياب
تُبحِري دون سَفينة
تقذِفک الأمواج
الغارقة بالحنين
تُلقي بِکِ في ذاکِرتي
يُلامِسُکِ الهَوى
يُداعِب عيناکِ بالغَزَل
أيلول الوَجه الآخر للحُب
أيلول الشَوق للأماکن الأولى
تمتزِج ذاکرتي بِکِ
بِعبير الفرح معکِ
ويَتسلل خيال الأسى مِنکِ
أيلول
انثُري ظفائرک على جِدار قَلبي
قَبل أن تَغيب شمسُ
خريفک الحائرة
وراء الغيمة المُنحنية
أيلول
اغسلي آهاتي بِدَلو أحلام الصِبا
أنظُري إلى سيول المَعاني
إلى الالحان العَذبة
وهي تعتلي الکَلِمات
في آخر قمم القصائد
و إلى ظِلال الکلام
أيلول
آخر شعاع ضوء
وحوريَّة المَعاني المَسلوبة
اتبَعي شَغَفي له رائحة کالفَجر
وَ له سِحر أنثَوي الأبعاد
أيلول
أُحارب بجسد الوجود
ومشاكسة البقاء وأعبُرَ الدُروب
مِن قَلبي حتى آخر المُحيطات
وسَقَطت منّي حروف الکلمات
وتَحوَلت إلى دَمعات
مِثل قطرات المَطَر الفَضِّي
وانطفأت الاضواء في المَدينة
وتاهَت نَفسي عَن السَبيل
وغادَرَت العَصافير المَرِحة
أيلول
أقبِلي
لِتَبقى لنا قِصة
في اساطير الزَمان
قَد سئمت ملاقاة البرد
أحِنُ لرائحة الدِفء القادم
يَحمِل لي بَينَ يَديه نَشوَة الفَرَح
أيلول
تَبوأت القَلب والممالِک العالية
وألقَيت بکل الذکريات
القاسية مِن خَلفَ هَواجِس القَلَم
فَصارت کُل الدروب سَهلية
أيلول
غَرَست شَتلات اليَقين لِمَجيئک
تعالي لتورق الأشجار
وتَتلاشى سناسِل الغَيم
أيلول
أنا هُنا على حواف التاريخ
أنتَظِرک لِنَسير معاً تَحتَ ظِلال
السَماء الرمادِية الراقِصة
ولا نَسمَح للحُب أن يَزول