الرئيسية » أدب الكتاب » أين السّبيل ؟

أين السّبيل ؟

14088403_810691315734627_2437990574038270464_nـ

بقلم/جمال العامري

ماذا سنخسر لو أنّنا
طوينا الجِراح وما بيننا ؟
وننسى الّذي كان لأجل البلاد
ومن أجلِ فلذاتِ أكبادنا
نُغنّي وننسى بعض الخِصام
ويُطغى السُّرور (1) بأحضاننا
هل كان صعباً أن نلتقي
وتأنس بالحب أقدارنا
ونغدق عليها بالإبتسام
لِتنهال عطرٍاً بأفراحنا
أين السبيل وقد باعدتْ
رِيح الأعادي ما بيننا
وكيف تسلّل غيمِ الخريف
في عُتمةِ السِّر لفردوسنا
أما كُنّا نغزل رحيق الوِئام
على ضِفّة الحب فما بالنا ؟
أزرى التجافي بِنا واحتفت
في رغوة الحقد أهوائنا
والأرض تقتات من وحشتي
ولا شيئ يشفع لأحقادنا
هات يديك إلى جسدي
وأمسح بالوصل عذاب الضّنى ؟
بيني وبينك دربٌ طويل
تحنضَلْ من فرطِ حُكّامنا
هذي حُدوسي وهذي يدي
وهذا التسامح عِنواننا
لا ينسى الماءُ سُلالته
وإن ناور النار بأشلائنا
ننساب بُوحاً بحِكمتنا
ونكمل بالحب إيماننا
نُوُاشي الأعادي بلقياننا
نغيضُ البسيطة بقُبلاتنا
أقول وقلبي مُتأسِفاً
لما يحدث اليوم بأوطاننا
ويا ليت ما بيننا لم يكن
من وِحشة الليل هذا العناء
أيا من حملتم لأربابكم
ببضعِ دنانير أرواحنا
لأبشع ضُروب الكائنات
قد قدّموا اليوم أعناقنا
عودوا سِراعاً إلى رُشدكم ؟
وصّلوا علينا صلاة الهناء
فيا كم ضحكنا ويا كم بكينا
وكم أزهق الثأر أرواحنا
البعض ينفر من حكمتي
والبعض يلتاذ بأهاتنا
سُؤالي شتيت بخيبتكم
مِمّا صنعتم لا شيئ لنا
طُوبى لصمتي الذي يختفي
وأصبح عالة لِرهباننا
وبئس لقلبٍ تُرى يحتفي
في حفلة الذّل وإرهابنا
لدفقة دمٍّ صداها الأنين
وتُدمي قلوب أمواتنا

 

 

 

 

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.