نص بعنوان :*أَوْرَاقٌ يَائِسَةٌ*
مَتَى مَا أَتَى ٱلْمَسَاءُ . . .
وَهَبَّتْ رِيَاحُ ٱلضَّجَرِ وَٱلِاسْتِيَاءِ
وَتَأَهَّبَتِ ٱلْأَنْفُسُ لِلأَنِينِ
وَدَقَّتْ نَوَاقِيسُ ٱلنُّوَاح
مَتَى مَا تَرَنَّحَتِ ٱلْأَرْوَاحُ
بِعَبَاءَاتِهَا ٱلسَّوْدَاءِ
أَلُوذُ مُهَرْوِلَةً لِرُكْنِ ” أَنَاي “
مَذْعُورَةً …لِأَحْتَمِي
فِي حُضْنِ ٱلسُّكُونِ
شَارِدَةً مِنَ ٱلضَّوْضَاءِ
هَارِبَةً مِنْ صَخَبِ ٱلْكَوْنِ
وَبَيْنَمَا أَتَفَقَّدُ أَشْيَائِي
وَأُحَاوِلُ عَقْدَ ٱلصُّلْحِ
بَيْنَ أَعْضَائِي وَذَاتِي
وَبَيْنَمَا يُوشِكُ أَنْ يُكْتَبَ ٱلْوِفَاقُ
وَتَدْنُو ٱلرُّمُوشُ وَيَتِمُّ ٱلْعِنَاقُ
يُبَاغِتُنِي ” اَلْأَنَا ” يَسْتَفِزُّنِي …
يُجَرِّدُنِي مِنَ ٱلرُّشْدِ وَٱلْوَعْيِ
يُلْبِسُنِي ثَوْبَ ٱلتِّيهِ وَٱلْجُنُونِ
يُجَلْجِلُ كَيَانِي … يَنْخُرُ بَالِي
بِسُؤَالٍ غَيْرُِ مَفْهُومٍ
مَنْ أَنَا ؟!… مَنْ أَكُونُ ؟!….
وَهَلْ أَنَا كَائِنَةٌ ؟!
حَتَّى أُدْرِكَ مَنْ أَكُونُ؟! ….
تَهْتَزُّ أَغْصَانِي ذُعْرًا
يُطْرَحُ جَِنِينُ أَفْكَارِي أَرْضًا
بِلَا شَفَقَةٍ… بِلَا رَحْمَةٍ… ظُلْمًا
تَتَرَنَّمُ ذَاتِي ٱلْمُنْهَكَةُ
تُنَاغِينِي بِلَحْنٍ شَجِيٍّ
تَتَهَاوَى أَوْرَاقِي ٱلْيَائِسَةُ
كَالْمُغْمَى عَلَيْهَا
تَتَسَاقَطُ تِبَاعًا
ٱلْيَانِعَةُ وَالْيَابِسَةُ
تَتَمَايَلُ تَعْبَثُ بِهَا ٱلظُّنُونُ
تَتَسَامَرُ هِيَ وَٱلْجُفُونُ
فِي فَلَكِ ٱلشَّكِ تَهِيمُ… وَتَهِيمُ
كَجِرْمٍ مُتَلَاشٍ… مُنْشَطِرٍ
بَيْنَ اَلْكَوَاكِبِ وَالنُّجُومِ
تَخُوضُ يَمًّا مِنَ ٱلثَّرْثَرَةِ
تَبْلَعُهَا دَوَّامَةُ ٱلْغُمُوضِ وَٱلْحَيْرَةِ
كَقَشْقُوش بِلَا حَوْلٍ …بِلَا قُوَّةٍ
فَمَنْ يَلُمُّهَا ؟
وَٱلْيَأْسُ فِي ٱلْجُذُورِ مَكْنُونٌ
مَنْ يُعِيدُ لَهَا وَعْيهَا وَرُشْدَهَا؟
وَٱلْعَجْزُ عَلَى رُفُوفِ ٱلْفِكْرِ مَرْكُونٌ
مَنْ يُلْبِسُهَا ٱلإِخْضِرَارَ ؟
وَٱلرَّبيعُ عَلَى رَحِيلِ ٱلطَّيْرِ مَشْجُونٌ