الرئيسية » أدب الكتاب » إغماءة حُزن

إغماءة حُزن

جمال العامري

قالت : وشيء من الألم يعتصر قلبها
والجوع يهتك سترها
وعلى محيّاها إبتسامة عُمق القمر
انثالت من ثغرِها كأنه النعيم
مكلومةٍ حزينة
وجهها الصبيح كأنه إغماءة فجرٍ ندي
تثوي من وراء الأفاق
كلماتها منتظمة
تنسج من خيوطها أدباً
وانسيابٍ رهيف
آيات النجلي تُشي بالسكينة
يخال من صدى النشيج
ممتزجة بالتأوهات الحارقة
والألم الممضِ
صهرتها الحياة الملغّمة بالحروب
والمثخّنة بالجراح
تندب حظ وائِدهَا
المقتول جوعاً على سريرة الأرصفة
كالاً من العوز والبطالة
تبكي بصمتٍ وئيد
طفلها الوحيد
تبكي وطنها
وأبوها الشهيد
تحمل أضغاث أحلام مضئية
تنير واقعاً معفّراً بالجريمة
تحدق في وجوه لمارة
يعزف داخلها نغمٌ حزين
لن يُواسيها القمر
ولا يرحمها البشر
ولا يفرحها طعام الكريمة
تتقاطر من عينيها الدموع
تتعبّد في محراب الأسى
تبكي في خشوع
تحي ظلال الألم
تشكو بسمةٍ انطفأ نورها كفراً
وشعبٌ يُباد ظلماً وقهراً
كدّه الفقر والإملاق
يستغيث بصوتٍ متهدّج النّبرات
العنف يضربه في الخاصرة
والعفن يلف الجُثث والأشلاء
تبحث عن وطن مغتصب
عاث فيه الجراد
صار مرتعاً لتجار الحروب
ومحرّمٌ على الفقراء
والأرملة
والطفلة اليتيمة
تبحث عن وطن ضرير
يُقال عنه لم يزل في يد حليمة
ويُقال انه لم يزل في صنعاء القديمة13000291_1764340680468771_1363271814511669512_n
وآخرون يقولوا
أنه لم يزل حيٌّ يرزق
في يد سارق حقير
وحقود
في مكان آمنٍ
وفي أيدٍ أمينه .

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.