اطروحتنا اليوميه فى التنميه البشريه للكاتب والمفكر ايمن غنيم
نشرت بواسطة: عايدة رزق
في آراء حرة
15 نوفمبر، 2015
1,945 زيارة
اطروحتنا اليوميه فى التنميه البشريه
للكاتب والمفكر ايمن غنيم
يقول مارك توين
«الكلمات الصحيحة هى القوة الفاعلة .وكلما وقعنا على احدى تلك الكلمات الصحيحه جدا …يصبح التاثير الناجم عنها بدنيا ،بالاضافة الى كونه روحيا وسريعا وكانه الكهرباء»
ويقول الدوس هكسلى
«تشكل الكلمات الخيط الذى تنتظم عليه تجاربنا وخبراتنا»
ويقول ايمن غنيم (مصر)
«ان الكلمات وماتحملها من معانى وماتحويه من رسائل .كفيلة بصياغة حياتك بالصيغة التى تبغيها ،وفقا لما تترجمه كلماتك من واقع خبراتك.وردود افعالك تجاه مواقفك الحياتية .»
نعم فالسلوك كلمة .والزواج كلمة .والسعادة كلمة .والحزن كلمة .والحب كلمة .والصلاح كلمة .والطلاح كلمة .والايمان كلمة .والكفر كلمة.
قد قالها صلى الله عليه وسلم .ثكلتك امك يامعاذ ،وهل يكب الناس فى النار على وجوههم الا حصاد السنتهم . صدقت حبيبى بارسول الله .
نعم ان الكلمة هى مطية النار او مطية الجنة. والدافع المحرك لسعادتنا او المنفر لحياتنا .
فلتكن كلماتنا هى مبعث هممنا، ومنشط ذاكرتنا ، نحو التالق نحو الافضل .ولتكن هى الباعث وراء تحقيق احلامنا .
فكم هى حروف . لكنها اكثر تاثيرا من دعامة الالوف.
وكم هى صوت خافت لايعدو سماع غيرك ،الا انها قادرة ان تجوب كل المعانى التى لايشعرها غيرك .
فكن رحيما بنفسك اولا .وتلاطف معها .
بين ملامة وتاييد .بين حث وتاكيد .بين قدامة وتجديد .عساك تتحول من حزين شقى الى فرحا سعيد.
وارفق بغيرك .وأدعمه وبادر بحب ولا تعنفه.وارصد بكلمات نواحى النور واستنير بها فى افاق واسعة المدى .
وادعم خصال الفضائل وعززها وناديها بطعوم كلمات تلهب العزيمة وتدعم الفضيلة .تكن هدايه للرقى والارتقاء.
ولا تلهب الغصب ولا تفتش عن الضيق والملل بقتلك روح المغامرة وتفتييت نجاحات حتى لو كانت بسيطة .
وارفع بنفسك عن ان تكون عقبة لغيرك .بل حفز وناضل وقاتل فيه نبله .وادعم الخير تجده.
هكذا يجب ان تكون كلماتك .ويجب ان تدوى بكل المعانى النبيلة كل انظمة الحياة الجميلة.
وليكن قاموسك ملئ بالحب ،ملئ بالعطف ملئ بالتسامح ،ملئ بالامانى ،ملئ بالتعازى،ملئ بالشفقة والحنان .
واجعل لسانك رطبا رقيقا لا يحمل الا ماهو طيب ولا يحمل بذاءة ولا تشرزما ولا تملقا ولا خيبة رجاء .
واجعل كلماتك تجوب الاهات فتهدهدها .وتجوب الاحزان وتقتلها .
وتجوب مرارة الايام وتحليها.
وتجوب انهزامية البشر فتقويها .
وتجوب نيران الغيرة فتطفيها .
وتجوب احلام الناس وتؤاخيها .
وتجوب سرطانات الطمع فتشفيها.
وتجوب واقعها المرير وتخففها.
وتجوب زحام الحياة ومعتركها فتحميها.وتجوب الاثام والجرم فى ذات البشر وتمحيها.
نعم انت بكلمتك تملك السحر .الذى يغير مايدور فى عالمك الخاص ،
ومايدور فى فكرك ومايعبث بهواك .فقط برجاء من الله ودعاء صافى يارب اعنى .ولتردد بين جنباتك انه القادر ،انه الواهب، انه المنعم ،انه الجبار، انه الرحيم .
ولنهتف مستغفرين ومقبلين على الله .فهذه ليست الا كلمات .
فانك ان اصهرت بوتقة حياتك وتفكيرك واهديتها كلماتها الطيبه .ستكون انت كالشجرة الطيبة .
التى تثمر وتثمر وتثمر ولا تحبس بثمارها على نفسها .وانما هى حياة .هكذا تكون الكلمة من منظور ديننا.
اذ انها ثابته بجذورها .لما لها من ايقاع ثابت فى حياه الافراد وفى حياة الناس .فقولوها كلمة طيبة.
ولا تكونو اصحاب الخبائث بخبث كلماتكم .فهى ليست لها قرار ،لانها قائمه بدون جذور فسهل عليه ان تجتث .
وتكون واهنة ضعيفه مبتذلة لان ايقاعها دنيوى مبتذل .
ولان مرادها بشرى مختزل .
ولانها مورست جورا وفرضت ظلما على العباد .
فكان لها ان تجتث .ليعم الخير والنماء على بلادنا وحياتنا واخرتنا.
فنعيمك وعذابك بين فكيك فاحفظ لسانك .ليس فى الدنيا فحسب ،بل فى الاخره .
هكذا تكون الكلمات .فادعمها وعش بها وتحصن بها ومنها حتى الممات .من هنا تاتى سعادتك .من هنا ينتهى شقاؤك فقط مع ايقاع الكلمات.
فكن شاعر يغزل ضفيرة شعره بحسنها .وكن انسانا بارعا فى تدعيم رسالتها للخير .
وكن متسامحا مرددا بكلمات العفو والصفح عندما يظلمك الناس.
وكن رقيق القلب، خلوقا ،حسن الطليعة ذو البشاشه والبسمة والرضا حتى فى اوج احزانك.
كن انت مغوارا طموحا فارسا ،بكلماتك . فى عهدك مع نفسك ومع الناس.
كن طريح كلمات الظلم وفراشه .ولاتكن حاملا لسيف الظالم واجتياحه.
وكن كما كان محمد حبيبنا ،فى فتح مكه عفى واصفح عندما استجاربه الناس ،رغم ظلمهم وجورهم وغلظه قلوبهم ،لكنه كان كريما وكان رحيما .وقالها اذهبو فانتم الطلقاء .
فلتجعل هذه كلماتك مع كل من ظلمك وجار على حقك .لانه من السهل ان تنتقم وتاخذ بناصيتك .لكن الاصعب ان تكون هداية بكلمتك وسلوك لغيرك.
فاحمل بكلماتك النبيلة طوق نجاتك وهدايه غيرك ذلك هو المحك .
اطروحة فلسفية فى التنمية البشرية
للكاتب والمفكر ايمن غنيم
عايدة رزق 2015-11-15