للكاتب والمفكر ايمن غنيم
يقول الله تعالى
«سنريهم اياتنا فى الافاق وفى انفسهم حتى يتبين لهم انه الحق»
تعالوا بنا نطرق قضيه من اهم و اخطر القضايا ،التى تتداهمنا مابين الحين والاخر ، وتعالوا بنا نصمت ونكمم افواه هؤلاء الذين يدعون الى الالحاد قديما وحديثا ، ويجازينا الله خير انا وانتم على نشر مثل هذا الفكر المعاصر .فكلنا مسؤولون ،كاصحاب فكر واصحاب قلم ،واصحاب عقيده هى الارقى وهى الاسمى .وهى الاسلام .دين الله الخاتم ،وبعون الله سنستطيع
قديما نتج عن الاسلوب القمعى التى كانت تستعمله وتنهجه الكنائس ضد العلماء ،والباحثين فى الكون ،وضد كل من كان يحاول فك رموزه وطلاسمه .
وذلك لانه كان المفهوم الاعم والاكثر شيوعا فى الكنائس .هو لا يمكن لاحد ان يعبث بفكره المحدود والقاصر ،تلك الذات الالهيه وتلك الاسرار الكونيه التى لا يعلمها الا الله .
وبالفعل قد عذبوا الكثير والكثير من العلماء والمفكرين متل جاليليو مخترع التلسكوب فقد حوكم عندما اعلن دوران الارض حول نفسها ،وعوقب عالم الطبيعه برونو بحرقه عندما اقر تعدد العوالم .ونددت الكناس كل من كان يبحث عن الذات الالهيه فى كون او ظاهره او حتى فى جسد الانسان .على اعتبار ان هذا سر الهى لا يمكن تكشغه او العبث به .
ولذا كان مفهوم الدين خانقا وطاردا للعلم ونظرياته ،وكذلك منددا لكل الوان البحث والتفتيش عن الذات الالهيه .وكان ذلك ادعى لخرق قصور الدين فى تفهم طبيعه العلم وطبيعه الظواهر الكونيه التى تؤكد الدين وتدعمه .
ولذا اخذ الشيوعيون تشويه الدين وتشويه معانيه واطفاء بريق رسائله الساميه .اذ اقروا على لسان (لينين )بان الدين افيون الشعوب وهو وسيله للسيطره من قبل الكنائس وقساوستها على البسطاء من الناس وسلب اراداتهم .والمثول لامرهم .
وظل هذ الفكر الالحادى الذى كان يلاحق الكنيسه ورجالاتها ،ومابين عزوفه عن الفكر والتفكر فى الطبيعه وادراك اسرارها .وادراك اجوبه هى الافصح وهى الاكثر ثقلا ،فى وجود الله من عدمه .غير ان المسيحيه كانت تحرم حتى طرق البحث، وطرق التفكير فى ذات الله البهيه .
ورغم ضعف وهزاله الاسباب التى ترتكز عليها فكره الالحاد .الا انها باعدت بين كثيرون وكثيرون وبين الحقائق الجليه التى اقرها العلم .
وانعكس هذا على فكر الكثيرون منهم ،واقروا بان الكون ماهو الا نتاج لانظمه كونيه منظمه من تلقاء ذاتها ،وعن طريق قدامه ظواهره ،فانها فى طريقها الدائم للنمو والتطور .دون خالق او منظم لهذا الكون .
وايضا خضعت فكره الالحاد بقول البعض منهم ان الانسان افترض وضعيه وجود اله ،زعما منهم بان هناك ظاهرات كونيه خطيره لا يستطيعون مواجهتها او التصدى لها ،مثل الزلازل والسيول والطوفان والبراكين، لذا افترضوا ان هناك قوه خارقه تدعى الاله.وهذا مجرد افتراض منهم ،ليس اكثر .
ويقول الملحد (هكسلى) *اذا كانت الحوادث تصدر عن قوانين الطبيعه ،فلا ينبغى ان ننسبها الى اسباب فوق الطبيعه *.
واتفقا جميع الملحدين بان الانسان قد سلم لوجود الاله فقط لا حساسه بالعجز والنقص فيما يفعل او يواجه من طلاسم كونيه وظواهر علميه غير مفهومه .
ولذا كان من يتوهم بانه هناك قوه خارقه وراء تلك المتغيرات ،تدعى الاله .
ورغم ان هناك علماء كثيرون قد اقروا وجود الله فى تلك النظريات العلمية التى انتهجوها .
مثل (نيوتن) عند اكتشافه لقانون الجاذبيه قد اقر بان *ليس بالامر المفهوم بان تؤثر ماده لا حياه فيها ولا احساس على مادة اخرى مع انه لا توجد اى علاقه بينهما*
وقال هذا هو الاسلوب المتبع بين حقيقه اراده الله فى تييسر الكون . فهذا العمل يتم باسباب وعلل لا نتداركها نحن .
وقد اقر جهلهم باشياء كثيره عن الكون .لانها تبدو غير مفهومه .
.اذا نظرت للدين بالمنظور القديم الذى كانت تنهجه المسيحيه ،فى الهيمنه وضحد قيمه البحث العلمى ،وتجريم النظر فى الكون ودراسه ظواهره .تجد ان مفهوم الدين آنذاك .كان مفهوم قاصر ..غير داعم للبحث والعلم . وبنيت على هذا المفهوم القاصر والخانق والسطحى للدين ،مفاهيم الالحاد القديمه،وللا سف مازال يتشدق بها حتى ملحدين هذا العصر .وبدون وعى لما يقولون .
لان ديننا الحنيف وهو الاسلام قد اقر وحدانيه الله ، واقر البحث والتنقيب والتفكير فى ذات الله ،عبر رحب واتساع الكون الفسيح ، ومن خلال نظريات العلم المبتكره . لانه لا تعارض مابين العلم ومابين الدين ،لانهم ذات صله وطيده وداعمه لوجود الله ،ولا تعارض بينهما على الاطلاق .ولكن لا يكون التفكير قائم على الشطط او دون مبادئ علميه راسخه ،
فقال صلى الله عليه وسلم
«تفكروا فى خلق الله فتؤمنوا ،ولا تفكروا فى ذات الله فتهلكوا»
وذلك لان احاطه الله بهذا الكون شئ مرئى وظاهر لدينا ولدى الباحثين ،وانما ذاته العليا تفوق قدراتنا البشريه
والعقليه القاصره ،
فقال تعالى « وكان الله بكل شئ محيطا»
«ولا يحيطون بشئ،من علمه الا بماشاء »
«وان الله قد احاط بكل شئ علما »
والملحدون فى العهد القديم او فى العهد الحديث قد هاجوا على دين ليس بديننا ،واعترضوا على فكر ليس بفكرنا .وادركوا حقائق ليست بحقائقنا .
فلو عاد بهم الزمان ماالحدوا ،ولا انكروا وجود الله ،لانها اصبحت حقيقه مدويه ،واصبح وجود الله من المسلمات الكونيه والعلميه والبديهيه والدينيه التى لا يختلف عليها احد ،الا الماجن او المعتوه الذى فقد عقله وضله فكره وافسد احساسه قلبه، الذى لا ينبض لحقيقه، كم هى جليه، وكم هى نقيه،ولا يمكن العبث بها .
فقد حثنا الدين على التغكر فى الكون ،وادراكه بالعقل والتعقل .
فقال تعالى
« قل سيروا فى الارض فانظروا كيف بدا الخلق »
ويقول تعالى
افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت ،والى السماء كيف رفعت ،والى الجبال كيف نصبت ،والى الارض كيف سطحت»
وقال تعالى
«ان فى خلق السموات والارض واختلاف الليل والنهار لايات لاولى الالباب ……….»
هكذا دعا الله للتفكر وادراك حقيقه وجوده ،بالعلم وبالتروى والتفكير .ولم يهجو الدين او يعادى من يصل الى الله بلبه وعقله .
وكما ان هناك بعض الظواهر العلميه التى لايمكن انكارها وكذلك لايمكن ادراكها بالعين المجرده او حتى ادراك مداها .فكذلك هو الله عز وجل ،
فالالكترون داخل الذره لم ولن يستطع العلم ادراكه ماديا او رؤيته ،رغم ان العلم يؤكد وجوده .وكذلك الاشعه الغير مرئيه مثل الاشعه فوق البنفسجيه والاشعه تحت الحمراء واشعه اكس ،رغم عدم ادراكها بالعين المجرده ،رغم اهنا موجوده .
هذا يؤكد بان الدين والعلم يعتمد على بعض الغيبيات ولكنها واقع بين حاضرنا وحقيقه ديننا وعلمنا .
فيامن تشككو فى دين الله او تشككو فى وجوده،
فانتم على باطل . لانه ثمه حقائق قد ادركها العلم واقرها بان للكون عقل وحكمه وتدبير .وحاكمه هو الله وعقله هو الله ،ومدبره هو الله .
فيامن تدعون بان وجود الله ماهى الا اساطير او درب من خيال .وتعتقدون بان العلم وفقط هو اساس الكون
وتنظيمه .
فكيف تفسرون ايات الله والتى كانت تسبق علومكم بقرون ،وكيف تفسرون لتلك الوقائع التى تجوب عوالمكم لتؤكد وجوده عز وجل .
وكيف تفسرون حقيقة اكثر من ثمانمائه ايه فى القران الكريم تشير الى حقائق علميه ،قد ادركها القران منذ قرون ،مثل غزو الفضاء ،ووصول الانسان الى القمر وتكور الشمس .وكرويه الارض وحتى حيض النساء واضراره ،وما الى ذلك من حقائق لم تفسر من قبل العلم بعد .
فكيف لنبى امى ان يجيئ بمثل هذه الاشياء عبثا وبدون وعى علمى منه ،وانه حتى كان لايجيد القراءة والكتابه ،حكمة من الله . ليعلم كل المتعلمين ،وينشد بقوله اعظم ماقد قيل ،ويقود الامه الى السراج المنير ،صلى الله علبك سيدى وحبيبى يامحمد.
فيامن تتطاول على خالقك بالنكران . احفظ لسانك واحفظ قلبك ،واحفظ ذاتك، واحفظ الله يحفظك ،واحفظ الله تجده تجاهك .
وفقط انظر الى نفسك وتمعن وانظر للكون من حولك وادرك حقيقه الايمان بالله تعالى .
وان كنت قد جردت من الاحساس فالزم العقل وتدبر بمعيه العلم، ستجد الله فى كل العلوم ،وفى كل نظرياته التى لا يمكن ان توجد خلافا او توجد حتى زيف من فكر ،بانه الاحد الفرد الصمد لا شربك الله .
قولى معى لا اله الا الله .وكفى