.
. الإنتماء للوطن احتياج فطري
مقال بقلم – د/ ياسر مكي
الإنتماء لغة – يعني الإنتساب وله أنواع أكثرها شيوعا الإنتماء للوالدين والإنتماء للدين والإنتماء الفكري والأدبي والروحي وغيرها ….. والإنتماء للوطن هو نوع من أنواع الإنتماء انتشر مفهومه وساد في الآونة الأخيرة وأصبح لفظآ مكررا في كثير
من الندوات والمحاضرات والمؤتمرات وعبر وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقرؤة وكذا وسائل الإتصال الإجتماعي حتى أصبح مفهوما عالميآ ذو أهمية كبيرة و بالغة
أما الوطن – فهو المكان الذي يولد فيه الإنسان وينشأ على أرضه منذ نعومة أظافره حتى يكبر فيحمل هويته ولهجته وملامحه التي تفرده وتميزه عن غيره من أبناء البلدان الأخرى
ومن هنا تتجلى أشكال وصور حب الإنتماء للوطن من خلال الإعتزاز به والعشق الكبير العميق له الذي يتجسد في التفاني لخدمته والدفاع عنه والتضحيةمن أجله إذا تتطلب الأمر ذلك
وقد ارتبط الإنسان منذ الأزل بالمكان الذي وجد ذاته وجسده فيه وهنا يسمى هذا الإرتباط ( بالإنتماء للوطن ) والذي يعتبر من المفاهيم المتوارثة التي تولد مع الإنسان ويجب أن يظهر أثر هذا الإنتماء في الأفعال والتصرفات والمواقف المختلفة التي تهدف إلى حماية ذلك الوطن ورفعته وتقدمه وإزدهاره
والإنتماء – من الإحتياجات الفطرية الهامة التي تشعر الفرد بالرابط المشترك الذي يربطه بأرضه وبأبناء وطنه وسيؤدي هذا الشعور إلى صقل توجهاته ومعارفه وامكانياته بحيث تترجم عمليا إلى أفعال وتصرفات ومواقف تهدف جميعها إلى خدمة المجتمع والمشاركة في إعماره وتقدمه
وقد يظهر بعض المحبين لاوطانهم صورآ كثيرة تدلل على هذا الحب وتؤكده فتجدهم يعشقون القراءة في التاريخ بحثآ عن تراثه وحضارته واصالة شعبه وعظمته وكذلك يحبون الكتابة عنه لتقرأ الأجيال القادمة وتعي ما كتبوه فيتعرفواعلى معالمه وعلماءه وسماته ونضاله على مر العصور من أجل حريته
كل هذا يقوي ويعزز من مفهوم الإنتماء لدى أولادنا وأجيالنا القادمة ليكون حافزآ لهم للإرتباط بوطنهم وافتداءه بأرواحهم
.
.