التعليم قائم على التلقين. بعيد عن التجريب
قال تعالى في كتابه الكريم “وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ” (سورة البقرة:31) إن التعليم لا يكون عن طريق التلقين والحفظ وحشو المعلومات إنما عن طريق التجريب وربطه بالمشاهدة والسمع والفهم.
إن التعليم القائم في المدارس يعتمد على شرح الدرس كما هو في الكتاب بشكل سرد المعلومات، دون طرح أي إضافات أو عرض فيديو، ربما مشاهدة أفلام وثائقية لها علاقة بالدرس وتنظيم زيارات ورحل علمية لمشاهدة ما ورد في الدرس على أرض الواقع يرسخ ذلك في عقل الطالب مما يساعده على الفهم والحفظ أسرع.
إن الحفظ يعتمد على الفهم، إذا لم نفهم لن نتمكن من الحفظ، لكن المعلم يعتمد على الأسلوب التلقيني في عرض المادة الدراسية، ما يقوم به المعلم هو واجب تجاه مهنة يؤديها.
كما أن المناهج التي تعد لتدريس الطلاب تكون معتمدة على الحفظ والتلقين وليس على الفهم، هي معدة لمجرد حفظها للامتحان، هذا يؤدي الى نسيان المعلومات لأنها حفظت فقط لمجرد تقديم الامتحان.
التعليم سواء في المدارس أو الجامعات يكون قائم على مبدأ شرح الدروس وعرض المادة بشكل نظري، ولا يعتمد على مبدأ التجارب والتطبيق العملي، يكتفي المعلم بذكر البنود المهمة في الوحدة الدراسية ويبين للطالب النقاط المهمة التي يجب التركيز عليها.
حتى يكون التعليم قائم على التجريب ومواكب للتطور والتغيير يمكن استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة لعرض المادة والدروس عبر شاشات العرض وعرض افلام لها علاقة بموضوع الدرس، كما يمكن للمعلم استخدام التجارب الكيميائية، البحث والتحري في متصفحات الانترنت والكتب العلمية، تصميم تطبيقات تحوي شروحات بالصوت والصورة والامثلة، حتى الامتحانات القصيرة ذات الاسئلة الموضوعية أن تكون عبر مواقع الإنترنت، ارسال ملفات عبر البريد الالكتروني للطلاب للتفاعل من خلال البيت.
يمكن التعلم من خلال سرد القصص وعرض المرئيات داخل الصف المدرسي سواء عبر شاشات التلفاز او من خلال شاشات العرض، مما يحفز الطالب ويترك له مجال للتفكير من خلال الابحار في الخيال وبالتالي فهم المادة وليس فقط حفظها.
كما أن على المعلم إثارة النقاش داخل غرفة الدراسة من أجل تحفيز الطلبة وطرح اسئلة لهم ربما تكون من خارج نطاق الدرس أي لم يرد شرحها في الدرس لكن لها علاقة بموضوع الدرس، وترك المجال لهم للبحث عنها والابحار في عالم الكتب والانترنت، هذا الامر سيساعد الطلاب على التفكير والتفاعل داخل غرفة الصف، كما أن عوامل التحفيز تترك مساحة للطالب وتتيح له المجال للانفتاح على الدراسة وحب المادة التعليمة وتجعله اكثر اجتهادا ويصبح لديه عمق بالمادة العلمية او الادبية التي يدرسها، ربما يصبح من رواد المكتبات ويتولد لديه شغف القراءة وحب الاستطلاع، مما يساعد على ارتفاع تحصيله العلمي وزيادة معدل علاماته وارتفاع مستوى ثقافته التي سيكتسبها ليس فقط في المدرسة أو الجامعة لأن الحياة وتجاربها ستعمله الكثير.
سلوى الطريفي – فلسطين