مقال :
(( التواضع نقيض الغرور ))
التواضع نقيض الغرور، هي عبارة أريد أن أبدأ بها موضوعي.
إن تقديرك لذاتك بعيد كل البعد عن الغرور، وعزة نفسك لا صلة لها بالتكبّر، وثقتك بنفسك وبما تمتلكه لا علاقة لها بالتعالي، وتواضعك لا يلغي كبرياءك.
ومن الخطأ أن نضع هذه الصفات في الموضع ذاته،
فالغرور والتعالي والتكبّر، هي صفات لا تمثل إلا نقصاً في حاملها، ناتجة عن وجهة نظره الخاطئة لبعض المفاهيم التي تسيطر على عقله، على عكس الثقة بالنفس المستمدة من معرفة الشخص بقدره وحجمه وماذا يستطيع أن يفعل وما لا يستطيع أن يفعله، وبالتالي أن هذا الشخص متصارح مع نفسه، يعرف أين يقف ومتى يتكلم ومتى ينصت، ويعرف حدوده جيداً.
وإذا أردنا أن نبسّطها أكثر، أن الغرور بناء لا دعائم له، أما الثقة بالنفس، فبناء يرتكز على دعائم وأساسات بنيت بعناية.
ومن هنا يخطر في البال سؤال:
هل يمكن أن يتحول الشخص الواثق بنفسه إلى شخص مغرور؟
من وجهة نظري، نعم يتحول الشخص الواثق بنفسه إلى شخص مغرور عندما ينسى أن تواضعه أهم مما يمتلكه من قدرات، وأهم مما وصل إليه، فالتواضع بالتأكيد ليس نقيض الكبرياء، وبالتالي الكبرياء نقيض الغرور، فلا يجب علينا الخلط بينهما.
فلا تكن مغروراً ولو بلغت عنان السماء، بل كن متواضعاً ترى السماء بين يديك.