الثعلب العاشق…. بقلم الكاتبة إهداء العتوم…. وكالة الراي العربي…
نشرت بواسطة: YASMEN ALSHAM
في آخر الأخبار
28 أكتوبر، 2017
1,354 زيارة
الثعلب العاشق
… بالإنحدار من ذاك الجبل تعيش فتاة رقيقة المشاعر ، حالمة نحو الأفق تبحث مع ضوء النهار على زهرة برية حمراء اللون تعبيرآ عن حبها لذاك الشاب الذي طالما حلمت به ، عرضت عليه ذات يوم لتهديه شيئآ يحبه ليكون بداية عشق أبدي ، فأشار الى وردة بالقرب منه وقال : نوع بري كهذه لكنها بلون أحمر بلون خدك التفاحي ، ومن ذاك اليوم تصحو كل يوم مبكرة كعادتها تبحث بأرجاء المكان فلم تجد .
لم تكن تعلم ان الشاب بكل مساء مع وقت الغروب يجول المكان وكل وردة حمراء يتلفها ويعود من جديد ، أصابها اليأس والتعب مستغربة لم كل الورود تتراقص مع الرياح بخفه والحمراء تالفة لا محاله ، بعد تفكير عميق قررت الذهاب إليه وبث شكواها من حظها المتعثر وأجزمت له أنها على يقين ستجدها لتكون بداية العشق الأبدي ، لكن سرعان ما دمعت عيناه وأخذت تتساقط دموعه أمامها كحب لؤلؤ منثور ، لم تتمالك نفسها خرجت مسرعة تحدث نفسها لا بد أن أجدها فتلك الوردة الحمراء سر وجود عشقنا الأبدي .
لم تنم تلك الليلة بقيت مستيقظة تجول ببنات أفكارها لعلها تجد حلآ قاطع ، لكن سرعان ما تنبهت لفكرة ذكية اذ جمعت الألواح وأخذت تبني بها سورآ من الجهات الأربع بمساحة معينة خوفآ من دخول أحد وإتلاف الزهور الحمراء ، كان يراقبها مبتسمآ يقترب بخطوات متزنة و على شفتيه كلمات الشكر وبريق عينيه بتلك الدموع تجمل نظراته ، كلما نظرت لوجهه العطوف إزدادت إشراقآ وحيوية ، كانت الزهور تقترب أن تتفتح من جديد بالصباح الباكر ، فذهبت لغرفتها تملؤها السعادة غارقة بأحلامها بتلك اللحظة التي تقطف وردة حمراء لتعبر للشاب عن حبها وقوة تحملها لتحقق رغبته تعبيرآ عن ذاك الحب .
وحينما قارب الفجر وإذ بالشاب يحمل خروفآ صغيرآ بين يديه ليتسلق الألواح مطلقآ ما لدية ليتذوق وجبته المعتادة وبعد الإنتهاء عاد بأدراجه .
إستيقظت الفتاة من نومها «فزت » مسرعة وقلبها يخفق له شوقآ فاليوم ستثبت له مقدار العشق وهو سيعاهدها بالعشق الأبدي ، لكنها ذعرت من هول المنظر وبكت بحرقة بالغة وشعرت أن ما على الأرض ضيق لا يكاد يسعها الإ ذاك الصدر المحب ، فأسرعت نحوه تشكو له الحال
– لا عليك حبيبتي فأنا متأكد أننا لن نفترق ذات يوم ، ولا يجب ان نستسلم للقدر كوني قوية من أجل ذاك الحب
إحتضنها بلطف وهدأ من لوعتها واقسم انه ما زال على العهد وسينتظرها باقي العمر ….
الكاتبة إهداء العتوم
2017-10-28