مقالة
العنوان ؛
(الجانب الايجابي في صفقة القرن/شكراً سيّد ترمب)
بقلمي:(عماد عرسان حمارشة)
* لماذا وضع الرؤوس في الرّمال كما تفعل النّعام ؟!
* ولماذا هذا الغضب العارم الكبير من صفقة القرن ؟!
لقد مضى زمن طويل على دسّ الرؤوس في الرمال كما تفعل النّعام ، ممّا جعلنا نغفل بإرادتنا عمّا يدور من حولنا ، متأملين النجاة يوماً من كابوس وطوق حول أعناقنا مسلّطاً ، وظننا ولو للحظة بأنّ الولاء والطاعة العمياء ستجلب لنا السعادة والحرية والعيش الكريم .
لقد مارست أمريكا دور شرطي العالم لفترة طويلة من الزمن ، وكانت بمثابة الأمل للعديدين للأمان والحرية والتقدّم والإزدهار ، ورغم كل النّكسات التي تلقّتها القضية الفلسطينية مسبقاً من الدّور الأمريكي المتذبذب بين دعم أمريكي وتخلٍّ في أوقات ، إلاّ أن القائمين على القضية الفلسطينية ظلّوا متسّمكين بالحلم الديمقراطي من خلال الديمقراطية الأمريكية حين كان انتهاجها نهجاً واضحاً ببقائها على مسار واحد ومتواز بين الفلسطينيين واليهود ، و منتظرين تحقيق هذا الحلم بالإستقلال التام على الأرض كدولة كاملة الصلاحية . وحينها كانت تمثّل طرفاً محادياً ولو شكلياً على الأقل .
فهل تحقّق هذا الحلم للفلسطينيين يا تُرى ؟!!!!
الأمور تتغيّر باستمرار وبسرعة البرق ، وكذلك السياسات والأشخاص .
ومنذ صعود الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سدّة الحكم في بداية عام ٢٠١٧ ، ومجريات السياسة الأمريكية والعالمية في تغيير مستمر ، بسبب المعتقدات الشخصية للرئيس الأمريكي الحالي ، وحتى الجمهوريون ورغم دعمه من حزبه الجمهوري إلاّ أن الأمر لم يخلُ من معارضيين له داخل حزبه ، حيث طُبع على فترته وللحظة العديد من الإقصاءات للمقربين منه ومن العاملين معه في البيت الأبيض أيضاً .
وكانت نتيجة قرارته فيما يتعلّق بالقضية الفلسطينية تصفيتها بطريقة لا تدعو للشك بين اثنين ، كانت بدايةً بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في نيويورك وإمهال موظفيه للمغادرة ، ومن ثم إيقاف الدّعم المالي للسلطة الفلسطينية ، يتبعها إنهاء الدعم المالي للأونروا بهدف تصفية القضية الفلسطينية ، يليها نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس واعترافه بالقدس عاصمة إسرائيل .
ورغم ذلك ، كانت السلطة الفلسطينية متمسّكة ببصيص أمل في تحقيق أحلامها بالإستقلال ، لكنها فوجئت بالضربة القاصمة والقاضية بإعلان السيد ترمب ما يسمى “صفقة القرن”.
ويجب التنويه هنا على الدّور الإسرائيلي السلبي اتجاه المفاوضات مع الفلسطينيين والإنحياز التام والواضح وضوح الشمس للأمريكيين اتجاه الإسرائيليين ضاربين بعرض الحائط القرارات الدولية واتخاذ سياسة فرض الأمر الواقع على الفلسطينيين .
ومن خلال إعلان ما يسمى صفقة القرن ، وجب علينا توجيه الشّكر للسيد ترمب لأنه أزاح السّتار بصفقته المعلنة عن العيون ولم يعد يجدي ذر الرّماد فيها بعد . ومنذ لك الحين والغضب عارم على إعلان صفقة القرن من كل الشعوب والدول ، عربية منها أو غربية ، فالسياسة العالمية يرسمها ويحكمها مصلحة جميع الأطراف وليس طرف دون الآخر .
شكراً سيد ترمب ، فقد وحّدت شعوباً ودولاً بقراراتك الغير صائبة ، وأسقطت بواقي للأقنعة المرتدية ، فلم تعلم بعد
” بأنه حين يُقال بأنّ القدس وفلسطين خط أحمر يجب عدم العبث بهما فإنه القول الحق ”.