الحلقة الأخيرة من سلسلة أنواع القلوب للشيخ محمد شرف الكراديسي…نقلها الأستاذ حمدى ابو سما.
نشرت بواسطة: YASMEN ALSHAM
في آخر الأخبار
26 يونيو، 2017
923 زيارة
الحلقة الأخيرة من سلسلة أنواع القلوب
للشيخ محمد شرف الكراديسي
* القلب المرتاب – المنافق – المصروف عن الحق
القلب المرتاب: حائر متشكك في أمر دينه وآخرته.. فهو في شك دائم وحيرة.
لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ (444) إِنَّمَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَارْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ فَهُمْ فِي رَيْبِهِمْ يَتَرَدَّدُونَ (45) ۞ وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَٰكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ (46) لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (47)
سورة التوبة : 44- 47
* القلب المنافق. قال تعالى:
فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ * فَأعْقَبَهُمْ نِفَاقآ فِي قُلُوبِهِمْ إلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أخْلَفُوا اللهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) . التوبة : 76 ـ 77.
إذا عاهد الإنسان ربّه فعليه أن لا يخلف عهده ووعده ، وإذا تفضّل الله على عبد فضلا فلا يبخل به ، ولا يعرض عنه ويتولّى ، فإنّ ذلك من علائم النفاق في القلوب ، فمن بخل عمّـا تفضّل الله عليه ، فإنّه يصاب بنفاق القلب ويدوم معه حتّى يوم القيامة ، يوم يلقى الله سبحانه ، فإنّه تخلّف عمّـا وعد الله به وكذب بذلك ، فخُلف الوعد والكذب من النفاق كما ورد في الخبر الشريف : للمنافق ثلاث علامات وإن صلّى وصام : إذا حدّث كذب ، وإذا أوعد أخلف ، وإذا ائتُمن خان ، وإذا كان مؤمنآ ويرتكب هذه الذنوب فهو منافق في العمل ، ويقابل النفاق العملي النفاق في العقيدة .
ثمّ ربما يعرض النفاق بعد الإيمان كما يعرض الكفر والارتداد، كما في قوله تعالى : (أنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ) . الروم : 10.
والآية الاُولى نزلت في ثعلبة عندما طلب من النبيّ أن يدعو الله له بالمال ، ووعد النبيّ أن يؤدّي حقّه ، ولمّـا صار له المال الكثير والأغنام حتّى خرج من المدينة لرعيها، ولم يتوفّق لحضور صلاة الجماعة والجمعة ، وبعث النبيّ جابيآ لأخذ الزكاة منه ، فبخل عن ذلك ، فنزلت الآية الشريفة . الميزان :9 473.
فالبخل علامة النفاق وكذلك خلف الوعد والكذب وتكذيب الآيات الإلهية ولو في الباطن .
* القلب المصروف عنِ الحق
قال تعالى: {صَرَفَ الله قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ} واحتج أصحابنا به على أنه تعالى صرفهم عن الإيمان وصدهم عنه وهو صحيح فيه، قال ابن عباس رضي الله عنهما: عن كل رشد وخير وهدى، وقال الحسن: صرف الله قلوبهم وطبع عليها بكفرهم، وقال الزجاج: أضلهم الله تعالى، قالت المعتزلة: لو كان تعالى هو الذي صرفهم عن الإيمان فكيف قال: {أنى يُصْرَفُونَ} وكيف عاقبهم على الانصراف عن الإيمان؟ قال القاضي: ظاهر الآية يدل على أن هذا الصرف عقوبة لهم على انصرافهم، والصرف عن الإيمان لا يكون عقوبة، لأنه لو كان كذلك، لكان كما يجوز أن يأمر أنبياءه بإقامة الحدود، يجوز أن يأمرهم بصرف الناس عن الإيمان.
فى الختام
فهذه جملة القلوب المذكورة في كتاب الله تعالى ، على كل واحد منا أن يتحسس قلبه، ويضعه في المكان المناسب ضمن هذه الأنواع، فإن وجد خيراً فليحمد الله، وإن وجد تقصيراً، فليجتهد في الارتقاء بقلبه إلى ما يرضي ربه .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين وكل عام وجميع الأمة الإسلامية بخير وأمان وسلم وسلام .
** تمت بحمد الله وتوفيقــه **
2017-06-26