الخرطوم
حسن إبراهيم حسن الأفندي
صـعـب هــواك ومـا أنـا … إلا أنـــــــــا إلا أنــــــــا
لــن أعـبد الأصـنام والـ … أزلام أســجـد مـذعـنـا
ســأظـل حـــرَ يــراعـه … مـسـتـعليا مـــا أمـكـنا
لا نـــام طـرفـي هـانـئا … فـالـحرُّ يـفـدي مـوطـنا
إن نـادت الـخرطوم تُـف … دى بـالأمـاني بـالمنى
لا يــتــقـي مـــوتــا زؤا … مــا أو يـخـاف مـداهـنا
سـتون عـاما قد مضت … مــا عـشـت فـيها لـيّنا
صـعـب هــواك وهـا أنـا … آتــيــك لــحـنـا دنــدنـا
مــثـل الـكـنـار مــغـردا … جـاب الـربوع ومـا ونـى
مــثـل الـنـسـائم رقــة … أحـيـت نـديّـا سـوسـنا
مثل البلاغة في قصيـ … ـدٍ جــــــودة وتــمــكّـنـا
مـثـل الـصـباح وضـوئـه … نـشـر الـضـياء مـهـيمنا
مـثل الفصاحة من لسا … نٍ مــــا تــتـأتـأ ألــحـنـا
مــثـل الــزهـور نـــداوة … مـثـل الـحـقول مـفـاتنا
مـثـل الـعروس بـهاؤها … سـحر الـعيون محاسنا
مـثـل الـيـقين لـنـاسك … حــبـر الــتـلاوة مـؤمـنا
مـثـل الـرضيع إذا بـكى … يــحـتـاج ثــديــا لابــنـا
هــل تـقـبلين بـعودتي … شـبـحا مـريـضا واهـنـا
لـما خـرجت أنـا الفتى … وأعــود شـيـخا طـاعـنا
مــا كـان كـان فـلا أرى … عـتـبا سـيجدي هـاهنا
فـلـكم حـفـظت مـكانة … ودفـعـت عـنك الـشائنا
ولــبـسـت أروع حــلـة … وأنــــا أغــنــي دائــنــا
وشـربت بـعد الـنيل ما … ءً مــالــحــا أو آســـنــا
كـــل الـمـنـاهل بـعـده … هـيـهات تــروي مـا بـنا
هـل يـا ترى يجري كما … قـد كـان يـطفح شاحنا
يـا مـن غـدا فـي بـعده … الــشـوق عــربـد لـفـنا
فـإلى متى وإلى متى … بـعد الحبيب لنا ضنى؟
وعـــلام يـنـعـم غـيـرنا … ولـنا الـشقاء لـنا العنا؟
لــو أن إيـلـيا لــم يـقل … عــصــمــاءه وتــفــنـنـا
ورأى لـلـبـنـان الـجـمـا … ل مــراتـعـا ومـحـاسـنا
كـنت الـجدير بـنسجها … وأتــيـت أروعـــه الـغُـنا
لـكـنـما ســبـق الــذي … نـــال الـحـفاوة والـهـنا
ذكـرا تـقادم فـي الـزما … ن وقــد يـظل الأحـسنا
رسـخـت فـنـون مـقاله … أتـــرى تــبـدّل مـعـدنـا
********
خـرطوم مـالي جـئتكم … والـحـبَ أحـمـل مـوقنا
ألا أرى أبـــــــدا أنــــــا … إلا ربــوعــك مـسـكـنـا
فــأنــا أنــــا وأنـــا أنـــا … مــا زلــت ذاك الأرعـنـا
مــا غـيّرتني مـن ظـرو … فٍ عـشت في ترف لنا
أبـدا ولـم آنـس سـوى … ذاك الـغـبار مـتـى دنــا
كــحــلا أراه بــنـاظـري … مـن كـان مـثلي أدمـنا
يــــا رب يــــوم عـبـتـه … حــتـى نــأيـت لأحـزنـا
أشتاق أهوى ما مضى … لأعـــود فــيـه مـدنـدنـا
كـانوا بـقربي مـن هـمُ … حــقــا نـعـيـمـا حـفّـنـا
عــودي لـيـالي قـربهم … مـــدي ذراعـــا ضـمّـنـا
صـــدرا حـنـيـنا حـانـيـا … نـعم الـحنان ومـن حـنا