لقاء خاص مع الدكتور طه الهبا هبه……
الرأي العربي – عادل محمد الخطيب – الأردن
….لقاء خاص وحصري لوكالة الرأي العربي الإخبارية والتابعة لمجلس الكتاب والادباء والمثقفين العرب
يسعدنا ويشرفنا ويزيد بريقنا ألقا وتشريفنا اللقاء بمعالي الدكتور طه الهباهبه عضو المكتب التنفيذي في مجلس الكتاب والادباء العرب لنكون نحن وانتم أعزائي القراء على مقربة من ضيفنا الكريم ولنقف على إنجازاته وابداعاته من خلال مسيرة العطاء والابداع التي بدأها ضيفنا منذ بداية حصولة على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من الجامعة الاردنية عام 1970 وحتى إصدار كتابه الذي وقعه مؤخراً في الإردن بمقر تاج الثقافة بعنوان الشوبك في التاريخ والوجدان الشعبي.
——————————————————–
س1 :
هل لنا ان نتعرف الى ضيفنا الدكتور طه الهباهبة بشكل أكثر عن طريق سرد سيرته الذاتية ليتعرف اليه قرائنا ويكونوا على مقرية منه أكثر؟
طه: اهلا بكم وباعلام مجلس الكتاب والادباء العرب الذي يشرف عليه ويتابعة بصورة دقيقة ومتواصلة الاخ الدكتور الشريف جهاد ابو محفوظ المحترم، الذي يواصل الليل بالنهار من اجل خدمة الأدب العربي بشكل عام،وقد عاينت نشاطاته الحثيثة اثناء زيارتي للمغرب الشقيق بدعوة كريمة من المجلس ورئيسه.
واعود الى جوهر السؤال واقول: أنا من مواليد الشوبك،وبها تلقيت تعليمي الإبتدائي ثم انتقلت الى الزرقاء بانتقال كامل العائلة حيث كان والدي جنديا في القوات المسلحة في معسكرات الزرقاء،ودرست في ثانوية الزرقاء الأول والثاني إعدادي، ثم إنتقلنا الى عمان، وفيها حصلت على المترك الإعدادي،وقادتني الأيام لكي أدرس في مدرسة معان الثانوية كل المرحلة الأخيرة، ثم التحقت بقسم اللغة العربية وادابها في الجامعة الأردنية. ومنها تخرجت سنة 1970م.وبعد ذلك التحقت بالعمل في الإعلام وفي مؤسسة التلفزيون مدة خدمتي في الحكومة.1993.
س2 :قد بذلتم من عمركم الزاخر بالعطاء ثلاثةٌ وعشرون عاماً تعملون بها في مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الأردني هل لك أن تحدثنا ضيفنا الكريم الدكتور طه الهباهبة عن هذه الفترة وهل لعبتم دوراً قيادياً بالمؤسسه؟ وهل قدمتم ما تصبو له الموسسه من حيث النهوض بالثقافه والمثقف من خلال برامج التلفزيون في ذلك الوقت ؟
طه: أنا طوال حياتي العلمية والعملية كنت منحازا للثقافة، باعتبار أن دراسة اللغة هي المدماك الأول في حياة من يتخذ الأدب حرفة وهواية وابداعا له،ومن هنا كانت البرامج الثقافية والوثائقية والتسجيلية هي ميداني الذي لعبت به بكل حرية رغم المنافسين، واستطعت أن أعد واشرف على العشرات من البرامج التي شملت كل ضروب الأدب،وكل المثقفين على الساحة الأردنية وضيوفها من العرب.فلكم أن تتخيلوا هذا الكم الهائل من ساعات البث التلفزيوني في باب الثقافة والادب إذا ما قلت أنني أعددت مايزيد على سبعين عنوان برنامج،وكل عنوان تتراوح حلقاته مابين 13ــ 26 وبعضها زاد عن ذلك بكثير.كذلك تقلبت على عدة مناصب إدارية مثل: مدير وحدة البرامج الثقافية، مدير وحدة برامج الوثائقيات، والبرامج المنوعة، وسكرتير لمجلة الإذاعة والتلفزيون…وغيرها مما يطول شرحه.
س3 : من أعمالكم الأدبية والتي لاقت حضوراً من خلال جمهور التلفزيون الأردني والعربي عملكم الإبداعي( كهف المغاريب) هل لك أن تحدثنا عن هذا العمل والرسالة التي أردت إيصالها للناس ؟
طه: لقد لاحظت خلال عملي في التلفزيون كمراقب للبرامج والافلام إن أغلب المسلسلات وبالذات البدوية تعتمد على موضوع الإشاعة في المجتمع وانها تسري بين القبائل بسرعة مذهلة،فاردت أن أقول بان هذا الامر غير موجود بالصورة التي تبرزها بعض الأعمال وان حياة البدوي لاتختلف عن حياة فئات المجتمع الاخرى وإن كانت لهجة العمل بدوية صرفة،فجعلت( حسناء) بطلة المسلسل تتعرض لموقف أخلاقي ظل ملتصقا بها وبابنها حتى ظهرت الحقيقة والتي إعتمدت أصلا على إشاعة حاقدة بحق السيدة.كما أردت أن اقول بان الناس في كل البيئات الأردنية والعربية لاتكاد تختلف عن بعضها بعيدا عن التفاصيل في العادات والتقاليد والقيم.
س4 : الوشم: فن وعلم، أم جهل ووهم؟ قرأنا من خلال هذا العنوان رسالة مجتمعية وتوعية فكرية ونصيحه أرشادية فما الفكرة من هذا العمل وما الرسالة التي يطمح ضيفنا الكريم إرسالها من خلاله ؟
طه : لقد تاثرت بالتراث الاردني منذ نعومة إظفاري،وعشت في بيئات تراثية حية ومتطورة،وقد شاهدت والدتي وخالاتي وعماتي ونساء قريتنا تعلو وجوههن رسوما جميلة وملونة، فرايت أن أضع دراسة ميدانية في هذا الموضوع،وبدات بوالدتي،حيث أخبرتني بكل تفاصيل العملية الجمالية في مجتمع ذلك الزمن وحب الرجال لهذه الزينة لانهم كانوا يقولون( الوشم ذهب الفقراء)وانا اقول إنه عطر الجميلات في ذلك الزمان ومصدر جمالهن ،ومن أجل ذلك قمت بزيارة ميدانية لاهم النساء الموشومات والواشمات في الحصن والكرك وعمان وبعض المضارب.وقد قامت وزارة الثقافة بطباعة هذا الكتاب على نفقتها،وقد نفدت جميع نسخه،الا ما بقي بين أيدي الأصدقاء وفي المكتبات.
ومما يذكر إنني بحثت عن أصول هذه الظاهرة وما قيل فيها من أشعار،واغنيات شعبية،وناقشتها دينيا على ضوء إستنارة الناس وفهمها للدين،ورصدت ما قيل فيه من أحاديث نبوية واراء بعض الشيوخ،وراي المسنين الذين مازالوا على قيد الحياة في هذا الامر بعد أن مارسوه عن جهل أيام الشباب.
س5 : كان لكم الحظ ان خضتم تجربة العمل في المجال السياسي من خلال توليكم حقيبة وزيرشؤون الدولة وانتخابكم نائباً عن الشعب في مجلس الامة الاردني – برأيكم أي العملين كان أقرب لرؤية وطموح ضيفنا الكريم؟
طه: في سنة 1993م خضت التجربة البرلمانية كمرشح عن دائرة محافظة معان وذلك بعد أن أجمع ابناء الشوبك على ترشيحى لتلك الدورة،وحالفني السعد ونجحت،وكانت هي المرة الأولى التي يخرج بها من الشوبك نائبا،ثم جاءت فكرة الحكومات البرلمانية فاخترت وزيرا عن كتلة حبهة العمل الثقافي التي كنت عضوا فيها،وبقيت وزيرا في حكومة الأمير زيد بن شاكر حتى إستقالت، وكات حظي جميلا عندما كنت مسؤولا عن ديوان المظالم حيث فتحت باب رئاسة الوزراء على مصراعيه لاي مواطن مراجع وصاحب شكوى،..
س6 : تم منحكم شهادة دكتوراة فخرية من مجلس الكتاب والادباء والمثقفين العرب فما رسالتكم التي تحملونها بعد هذا التكريم وما رسالتكم التي توجهونها للمجلس واعضاء إدارة المجلس الكرام .
طه: نعم لقد تم منحي شهادة الدكتوراه الفخرية من مجلس الكتاب والادباء العرب والذي مقره في المغرب العربي/ الدار البيضاء،من قبل رئيس المجلس الصديق الدكتور جهاد ابو محفوظ وتوصية من أعضاء المجلس ونواب الرئيس الكرام،واخص بالذكر الاخ الدكتور وصفي تيلخ، واعضاء المكتب التنفيذي، وقد أقام لي مكتب الرئيس واعضاء فرع المغرب حفلا متقدما وانيقا في أجواء ودية من الأصدقاء شعراء وشاعرات وكتاب المغرب الشقيق،وسلمني الرئيس شهادة الدكتورة باحتفال لايقل عن إحتفال أي جامعة عريقة. وانا سعيد بهذا التكريم لانه جاء من الجهة الثقافية التي أحبها اكثر من السياسية.
س7: في ظل الزحام الفكري والادبي والثقافي في مجتمعنا العربي ماذا يقول ضيفنا وما رسالته للمثقف العربي ؟
طه : للاسف الشديد أرى إن المثقف العربي مهموم بكل ما في مجتمعنا من ويلات وكوارث،ولهذا تغلب السوادية ونظرة التشاؤم على أغلب النتاجات الفكرية والادبية،إضافة الى أن المثقف العربي هو أقل فئات المجتمع حظا في المال والوظيفة والمجتمع،ولهذا وقع بعضهم في دوامة الياس، وما عاد يعجبه شيئا في المجتمع بل وتعدى الامر في بعض الأحيان الى درجة النقمة والحقد والطوفان.
ولهذا أقول للمثقف الاردني والعربي،ارفقوا بانفسكم فلم تقم الدنيا على أكتفاكم ولا تنهدم لغضبكم، إن خير الامور الوسط والاعتدال،وان الله خلق كل نفس لما هو مسخر لها.ولا يكلف الله نفسا الا وسعها. س9 : في نهاية لقائنا مع معاليكم الدكتور طه الهباهبه هل لنا أن نتعرف ما هي رؤيتكم المستقبليه وما يحمل لنا أديبنا في جعبته من إنتاجات لم يفصح عنها بعد ؟
طه: بعد كتابي الذي صدر مؤخرا عن الشوبك، فانني أنهيت هذه الايام دراسة تراثية جديدة بعنوان مؤقت( ملامح نسائية في حكاياتنا الشعبية)،أرجو أن تنال القبول كما نالت كل مؤلفاتي من قبل قبولا.
س8 : كلمة أخيرة او رسالة يوجهها ضيفنا الكريم الى اي شخص او أي جهه والى المثقف العربي ؟
طه : رسالتي الى مجلات وجرائد مجلس الادباء والكتاب والمثقفين العرب اقول عليكم الان واجب مزدوج في غياب تراجع دور المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص عن دعم العمل الثقافي ،وهذا الدور هو أساس وجودكم،وله نهضتم،وباسمه تتحدثون، فلا اقل من تردوا له الجميل،وانا أعلم أن مجلس الكتاب رغم قلة مواردة وغياب الدولة عن دعم أنشطته الا إنه يسد فراغا كبيرا.
ولك أنت اخي عادل الشاعر والصحفي أمنيات الخير والتوفيق.وتحيات للزملاء في اعلام مجلسنا الموقر.
************************************
وفي نهاية لقائنا هذا الذي تشرفنا به مع معالي الدكتور طه الهباهبه يسعدنا ويشرفنا هاهنا ان نتقدم لمعاليه بجزيل الشكر وبالغ التقدير لما خصنا به ولوقته الذي منحنا ونحن نعلم كم هو الوقت بالنسبة له مهم – لكم منا سيدي واديبنا القدير الدكتور طه الهباهبة كل تقدير وامتنان والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته