هلّ الرّبيع على الدّيار فنوّرا
——————————– وكَسَى مرابعها رداءً مُبهرا
وبدتْ به الدّنيا كأنّ جَمالها
——————————– أملٌ بكلّ بهـــائه قد أسْفـرا
أحْبِبْ بأنفاس الرّبيع وطِيبِه
——————————– أنعِم به إمّا أطلَّ وأزهــــرا
يا حُسْنَ أنفاس الرّبيع إذا أتى
————————- جعل الثّرى من غير بدرٍ مقمــرا
أنَّى نظرتَ ترى عرائس روضهِ
————————– زُفَّتْ إلى فَنَنٍ تَرَاقَصَ أخضـــرا
مِتَعٌ لناظـــــرها يُطَـــوِّفُ عينه
————————– ما بين أصفرَ فاقـــعٍ أو أحمـــرا
فترى الزّهور وقد حََلَتْ ألوانها
———————- تُضفي البشاشة والبهاء على الورى
من سوْسَنٍ أو نرجسٍ مُتفتّحٍ
————————– جذلانَ يضحك للذُّرى مُسْتبشرا
والأقحوانُ إذا تَصوَّب للعُلا
————————– واهتزّ أو رفع البنـــــــود مُبشِّرا
خِلْتَ السّفوحَ كأنّها في عرسها
————————– وبَدَتْ لِعَين الناس أجمل منظرا
وتشُمُّ أنفاس النّسيم رقيقةً
—————————عند المســـاء و بالأريج معطََّّرا
عَبِقاً بألحـــــان البلابلِ كلّما
—————————— هتفتْ على فَنَنٍ تفجّرَ عنْبرا
تتمايل الأغصان فيه كأنها
————————– نَشْوى يداعبها النّسيم إذا سَرى
متراقصاتٍ كالعَذارى نُعّساً
————————- أندى من الحِسِّ الرّهيفِ وأنضرا
تختال كالهيْفاء قد جَعلتْ لها
————————- بُرْداً من الزّهـــــر النّديِّ ومِئْزَرا
بحفيفها ألحانُ نايٍ ساحرٍ
————————- تُلْهي برَوْعتها المحبّ عن الكرى
وترى النّجوم وقد علَتْها غِبْطةٌ
—————————- تمشي على أنغـــــامهنّ تَبَخْتُرا
والعندليب مُغــــــــرّداً بِلُحونِهِ
———————– يتلو ترانيم الصّبـــــــــــاح مُبَكّــــرا
يقضي النّهار بِلَهْوهِ وسُكونه
————————- بين الخميلة والفضــــــــاء مُحَيَّرا
طَوراً يحطّ على الغصون وتارةً
————————— جــــــابَ السّماءَ تصعُّدا وتحدّرا
متنقّلاً بين الورود كأنّـــــــــه
———————— أضحى على الرّوض الظّليل مُؤَمّرا
أو عاشقــــــاً بالحبّ يزعُمُ أنّه
———————– عند الزّهـــور على الطّيور استُؤْثِرا
حيناً يقبّلُ فُلّةً في خِدْرهـــــا
————————— ويداعب الرّيْحــــــان حيناً آخَرا
حتّى إذا بلغتْ بهــــا آمالهــــا
—————————- بذلتْ لنا عطــراً يفوح ُ مُنشَّرا
أحيتْ له الأطيــــــارُ أجملَ ليلةٍ
—————————-عمّتْ ببهجتهــــا الثّريّا والثّرى
فالبدر يبْسِمُ والكواكب تنتشي
————————— والطّير يصدحُ بالغنـــاء مُثرْثِرا
والجوّ مُبتهجُ الجوانب حالمـــــاً
————————– والأرض جَذْلى والمدائن والقُرى
والجدول الرّقــــراق في خُيلائهِ
————————– — مُتهــــــادياً في سَيره متبخْترا
والنّهر يجري بانسياب مياهِهِ
—————————– في عـــــزّةٍ يأبى بأن يتكــدّرا
والشّمس فوق النّهر تجعلُ ماءهُ
— —————————— لا يستقـــرّ تلَــوُّناً وتغيُّرا
إن أشرَقتْ فهُو اللّجيْنُ ُإذا صَفا
————————– أو أدبَرَتْ فهُـــو السّبيك مُكَــرّرا
لوحاتُ فنٍّ في الطّبيعة شُكلّتْ
————————— من كلّ حُسْنٍ ما أجــلَّ وأبهرا
أسَرََتْ بدَقّتها العقــــــول وإنّها
———————– كادت بِرَوعة صُنعهــا أنْ تَسحرا
سبحانك اللّهمَّ مُبْدع صُنْعهـــا
———————– أنت الّذي صنعَ الجَمـــال وصَوَّا