وكالة الرأي العربي الإخبارية
من حال الى حال
الرأي العربي .. اسماعيل ابراهيم حداد ـ العراق ( الزاوية )
جر السحيم ذيول الدجى
وذابت بقاياه بين الربى
وبين الحقول وهى عزمه
وصر عباءته فامحى
وخلفه جيشان قد زمزما
جيش الحياة وجيش الضيا
وراح الهزار يحث السرى
وجاوبه بلبلا مقتنى
وغرد شحرور مستعجﻻ
وشج السكون احتشاد النغى
لتسري الى السمع أنشودة
تؤذن أن النهار ابتدا
وهب نسيم الصبا حانيا
يدغدغ كشح خشوف الرشا
ويطوي كسالى الرموش كما
يشاكس زهرا شفيف الندى
ورؤيا الفراش على الشرفات
يحلو لمسحور قلب صحى
ودجلة سهمى بلا والغ
يكدر شطها والمنحنى
ترى الساريات على وجهها
كمثل السجنجل زاهي الصفا
يقبل ثغرها والضفتين
نورا وليدا ومستطرف
…………………ء
وراح الراعي وأغنامه
الى (دبة) مائها مصطفى
وأمسك (عبد) بمزماره
ليعزف لحنا غريب الشجى
ينث دموعه ملحونة
كأنه يبكي حبيبا جفا
وأما (الخماسي) (والمعملين)
و(طوق)شمول الزهى والجنى
ربيعا وزهرا وسحرا نما
بساحة وجد لغمز المها
ضفائر تلك الفتاة قيود
يجلو نظارها رأد الضحى
هنا يستبد الحلا موغلا
لياسر قلب سديد النهى
على حين راحت صبايا الغلا
الى (العاليات) كسرب القطا
ورحت أشاكس أفياءهن
عسى أستفز صقيل الحشا
وقلبي يهش للمع الردا
ولعس الثغور ورشف اللمى
وأرقب أشطان ذاك الضباب
كقيد يسور تلك القرى
تلوى كأفعى بعرصاتها
وبين الثريا وبين الثرى
وئيدا كطوفان برد مشى
ليغمر تلك الجوا والجوا
ويلبس أفنان بكر الحقول
(بحاوي عليان) بيض الردا
جنان من الله موهوبة
وصبح( الزوية )هو الملتقى
……………………ء
وبعد تقلب تلك الصروف
وبعد تبدل حال الملا
وظهور الفساد ببر وبحر
نتيجة عصر عراه الخنا
وبعض الخراب وبعض الدمار
يأتي عقوبة ذنب نما
وأما مناقب أهل السراي
من ألف عام يعتوا البﻻ
وهئت بسمعي للمعطيات
واذ بالزمان لئيم النبا
وحوش تزمجر مسعورة
لتحرق كل جمال بدا
فصرنا جذاذا بأرض الشتات
وصارت نسانا سبايا العدا
وشدنا بديل القصور خيام
وعضنا بديل الرفاه شقا
فمن سوف يأسى ومن سيلام
والبرلمان شحيح الرنا
هموا من أباح دروب البلاد
لكل هجين الدما والذما
وأكلوا السحت وحجابهم
واسحت منهم عقيد اللوا
ولطخوا نصف قميص العراق
ونصفه في الجب يطوي المعى
فلا هو يرنو لسيارة
ولا هو راد لتلك الحمى
وما كان للنار أن تستثار
لولا فساد ولاة القضا
وأدهى الأمور بأن الأمور
لصهيون تجري في المنتهى
………………….ء
متى يستفيق الشباب الأبي
ويجرف كل رموز البلا
ويركب ظهر المنايا جسور
قاني الفعال وأبيض الكلا
ويحدو بنا في دروب العلا
وينفض عنا غبار الوغى
ونخلص والفتنة موؤودة
وأذناب صهيون تحت الظبا
