( بلادُ الرُّعْب )
الرأي العربي .. أحمد بن محمود الفرارجة ـ الأردن
( بلادُ الرُّعْب )
( بلادُ العُرْبِ أوطاني … مِنَ الشَّامِ لِبَغدانِ
ومِن نَجدٍ إلى يَمَنٍ … إلى مِصرَ فتَطْوانِ )*
أناشِيدٌ نُرَدِّدُها … بِلا فِقهٍ وإمْعانِ
كَلامٌ فارغٌ صفرٌ … نَخُورُ بِهِ كَثِيرانِ
نَرَقِّصُ فيهِ أَرْجُلَنا … بِمُوسِيقا وألحانِ
وأُخفِي دَمعَةً حَرَّى …فَرَتْ كَبِدِي وأَجفانِي
بِلادُ العُرْبِ أوطاني … غَدَتْ سِجْني وسَجَّاني
فأفكاري مُحاصَرَةٌ … ومَوتي خَلفَ أسناني
وأقلامي خَوازيقٌ … وأوراقي فأكفاني
وحِبْرِي سالَ مِنْ قلبي … وحَرفي صارَ نِيراني
وشِعْري صارَ لي حَبْلاً … وفي الأهوالِ دَلَّاني
فلا مَدَنِيَّةٌ تَرْقَى … بِلا عَدْلٍ وإحسانِ
ولا حُرِّيَّتي تَبقَى … إذا قِرْدٌ تَوَلَّاني
بلادي أصبَحتْ بُوراً … عَلاها اللِّصُّ والجاني
فلا زاداً ستَمْنَحُنا … ولا ماءً لِظَمْآنِ
ولا دِينٌ يُجَمِّعُنا … بِلا فَهْمٍ لِقُرآني
سَئِمْتُ حياتَكُم بُؤساً … وفَيضَ بُحورِ أحزاني
فأوطاني مُمَزَّقَةٌ … وشَرحُ الأمرِ أعياني
دُويلاتٌ مُشَرْذَمَةٌ … وسُوءُ الحالِ أبكاني
فذِي أعلامُنا كَثُرَتْ … وخِلِّي صارَ يَشْناني
بلادُ العُرْبِ أوطاني؟! … فكيفَ المِصْرُ مِصْرانِ ؟!
وإنْ كانَتْ مُوَحَّدَةً … فكَيفَ تَصِيرُ أَوطاني؟!
حُدودٌ مَزَّقَتْ وَطَني … بِلا طِينٍ وطَيَّانِ
حُدودٌ خَطَّها كَلْبٌ … و (بِيكُو) كَلْبُها الثَّاني**
فأَرْسَتْ أُسَّ فُرْقَتِنا … وأَذكَتْ نارَ أَضْغاني
بِها سَقَطَتْ خِلافَتُنا … وصارَ العِلْجُ رُّبَّاني
وصارَ العُرْبُ أعداءً … فُلانٌ ضِدَّ عَلَّانِ
وصِرنا بَعدَ وِحدَتِنا … بِلا أَمَلٍ ولا شانِ
ويَقتُلُ بَعضُنا بَعضاً … لِنُصْرَةِ كُلِّ خَوَّانِ
بِلادُ الشَّامِ تُحرِقُنا … لِيَرضَى رَبُّها الفاني
وذَلَّ المغربُ العَربي … بِدَجَّالٍ وشَيطانِ
ولا تَحتاجُ أمريكا … لِتُكْمِلَ دَوْرَها الباني
وتَصنَعَ دَولةً أُخْرَى … سِوَى تاجٍ وسَعْدانِ
وأرضُ النَّفطِ تُهلِكُنا … بأشياخٍ ورُهبانِ
فمِن فَتْوَى تَلَتْ فَتْوَى … عَلَى تَزييفِ بُرهاني
تُبَرِّرُ قَولَ مَأفُونٍ: … أنا القّهَّارُ سُبْحاني
وتَشْحَذُ فأسَ أمريكا … لِتَقْطَعَ كُلَّ أَغصاني
وكَعبَتُنا غَدَتْ ثَكْلَى … تُكَفْكِفُ دَمْعَها القاني
وصِرنا كَي نَحُجَّ لها … نُقَبِّلُ أَلفَ سُلطانِ
وباعُوا المسجِدَ الأقصَى … وجاءَ الدَّورُ لِلدَّاني
بلادُ الرُّعْبِ أوطاني … بِقَلْبِ الحِقدِ تَلقاني
فتَسْلَخُ جِلدَ قافِيَتي … وتَقتُلُ فيَّ إنساني
سأُشْعِلُ (شِبْشِبي) ناراً … لِأصفَعَ وَجْهَ سَجَّاني
وأَلْقَى الموتَ مَسروراً … إذا ما الموتُ أحياني .
*************
————————–
* البيتان للشاعر الأستاذ فخري البارودي.
** مؤامرة سايكس وبيكو،والتي رسمت على الورق حدودا قسَّمت الوطن العربي إلى فتافيت ودويلات متناحرة.
****************
بقلم: أحمد بن محمود الفرارجة.
البلقاء – 21/1/2016م