مالَ الأحبّةُ حينَ المالَ قد نَالُوا
ثُمَّ استدارُوا إذا دارتْ بيَ الحالُ
أَدمُوا الفؤاد ولم يبقوا على صلةٍ
ولازمُوا – وَيْلَهُم – مَن عِنْدَهُ المالُ
ذو المالِ يَرقَى لَدَى الحَمْقَى لِمَنْزِلَةٍ
تَعْلُو النُّجُومَ ، وإنْ مِنْ قُبْحِهِ كَالُوا
حتَّى وإنْ كانَ كالشَّيطانِ في خُلُقٍ
حَطُّوا الذُّنوبَ وأَبدوا غيرَ ما قالوا
طَبْعُ الِّلئامِ وما يخفى على بَصَرٍ
إنَّ الّلئيمَ خسيسُ النّفـسِ خَتَّالُ
تَلْقَى الَّلئيمَ فلا تَدرِي لِخِسَّتِهِ
إنْ كُنْتَ مُهتديًا أم أنّكَ الضَّالُّ
هل أنتَ في عَجَبٍ تَرْنُو إلى مَلَكٍ
أم تَلْتَقِي أَشِرًا بالخُبْثِ يَحتالُ؟
ُ
يا طالما في الذُّرا يُعلِيكَ مُنشـرِحًا
والويلُ إنْ تَنْتَبِهْ ؛ فالزَّيفُ قتَّالُ
هذي حياةُ الوَرَى قد عِشْتُها جَهِلاً
كم ذا انخدعْتُ وكم ذا حُطِّمَ البالُ
في كُلِّ يومٍ أذوقُ السُّمَّ في عَـسَلٍ
وتنهشُ القلبَ أوهامٌ وأهوالُ
مَن كانَ موسى غَدَا فرعونَ وا أسَفـًا
ما صَدّقَ القولَ حينَ الجدّ أفعالُ
فكم وُجُوهٍ تُـسَوَّى كُلَّ ثانيةٍ
وكم دُمُوعٍ لِأَجْلِ الغدرِ تَنْثَالُ
كم بُدِّلتْ كالرُّؤَى الحمقاءِ أقنعةٌ
وغُـيِّرتْ – عَدَّ نبضِ القلبِ – أحوالُ