الشعوذة طريق مسدود
بقلم \ عايدة رزق الشغنوبي

ظاهرة قديمة جديدة منتشرة على مر العصور الا وهي ظاهرة الشعوذة واللجوء للفتاحين حين تضيق الحال بالانسان ويعجز عن ايجاد حلول سريعة او شافيه لمعاناته او حتى للحصول على ما يريد او تطويع انسان اخر ليستجيب لرغباته وطلباته .. واحيانا يتم اللجوء لها لفك طلاسم سحر اخر او علاج تلبس او انتصار على واقع يظن ان حله لا يتم الا بالسحر , انها ظاهرة لا تختص بجنس دون الاخر بل ان المتعاملين بها من الرجال والنساء على السواء وان كان للنساء الجانب والنصيب الاكبر في اللجوء لها , انها ظاهرة تفرض نفسها بقوة بسبب توسع ثقافتها الشعبية وفرضها نفسها في الاعلام والاوساط الاعلامية والاجتماعية واستخدام القنوات الفضائية بصورة مبرمجة وجذابة .
إن خطر السحر عظيم على الأفراد والمجتمعات، ولذلك أبطل الإسلام السحر والشعوذة وحذر منهما وشدد في حكمه على السحرة والمشعوذين، وشرع لنا العلاج القرآني والنبوي والرقية الشرعية للتخلص من السحر والإصابة بالعين ويجب ان نعرف ان السحر مثبت في الكتاب والسنة ولا اختلاف هنا على هذا المبدء , وأن السبب الرئيسي في اللجوء للمشعوذين هو قلة الوازع الديني وتغييب دور العقل عدم الرغبة في ايجاد حلول منطقية يتم فيها تقديم بعض التنازلات الت, فنلجأ للحل الأسرع والأفضل وهو السحر.
ولا يخفى على احد ان المراة هي الاكثر ترددا على المشعوذين , ذلك انها عادة الأكثر تصديقا للشائعات ان المراة لها سمات الشخصية الضعيفة التي لا تقوى على إيجاد حلول واقعية ما يدفعها إلى الذهاب إلى عالم مجهول يمتاز بالخرافة ظناً منها بأنه سيحول حياتها إلى حيث تريد فتطلب منه الحلول السريعة لانها تصدق بسهولة أن الدجال يستطيع حل مشاكلها. كما أنها تجد في السحر وسيلة وهمية لحل الأزمات التي تتعرض لها وتميل للبوح بما يؤرقها بصورة أكبر من الرجل إضافة إلى أن لديها وقت فراغ أطول من الرجل.. أن المشاكل التي تجعل المرأة تلجأ إلى السحرة كثيرة منها عدم الإنجاب والأمراض النفسية والعقلية والتقلبات المزاجية والعنوسة ومحاولة ربط الأزواج. او تزويج بناتها واحيانا التفريق بين اناس تكرههم, وقد لا تعلم بعض النساء أن بعض أنواع السحر خصوصا ما يسقى او يوضع في الطعام لها أضرار طبية خطيرة على صحة الشارب وقد تودي بحياته, وبدلاً من يصبح مطيعا يتحول لميت وبدلا من السيطرة عليه تصبح ارملة
ومن اشكال الشعوذه التي تلجأ لها المراة هناك الفتح في الفنجان وتنبؤ المستقبل والأبراج و السحر.واستخدام بخور معين او اعشاب وقرائات غريبة معينه واشياء اخرى يلجأ لها المشعوذ لاقناع ضحاياه بصحة وغرابة ما يفعل .
ان مشاكل الزواج مشاكل اجتماعية بحتة ولا علاقة للسحر او الشعوذة فيها ولكن تهربنا من تحمل نصيبنا في سبب المشكلة وحلها يقودنا لمبررات لا اصل لها من الصحة .
كما أن تقوية الوازع الديني ومخافة الله والاقتناع ان الله هو الوحيد القادر على كل شيء والتحصين اليومي من خلال قراءة القران والاذكار الدينية له دور كبير في حماية انفسنا من الوقوع في شباك الدجالين . أضف الى ذلك ان البحث عن اصل المشاكل ومحاولة معالجتها واستخدام المصارح والمواجهة وسبل الحوار البناء والتفاهم والرغبة الحقيقية في انجاح حياتنا هو ما يوصلنا لبر الامان .
كما ان الثقة بالنفس ومقاومة نصائح الغير باللجوء للمشعوذين ومحارب هذه الظاهرة له اثر كبير في حماية انفسنا من الوقوع في حبائلهم
علينا جميعا ان نسلك الطرق الصحيحة لحل االمشكلات وان نضع نصب اعيننا ان اللجوء للشعوذة امر لا يجوز شرعا وهو مخالفة لشرع الله وسنة نبيه واننا على ارض الواقع سنجد حلول لجميع مشاكلنا واننا بالصبر نستطيع ان نتخطى الكثير من المصاعب في الحياة دون اللجوء للحلول السريعة والتي كثيرا ما تكون مدمرة . ولا ننسى جميعا اننا نسعى لحياة كلها طمأنينة وراحة وامان .