الصدقة بين العمل الصالح والثواب
……………………………………..
من فضل الله تعالى ان جعل لنا الصدقة عملًا صالحا يبارك فيه للمتصدق في حياته الدنيا ، واجراً وثواباً خصه بفضل كبير في الحياة الأخرى .
هي من الأعمال التي جاء ذكرها كثيرا في كتاب الله تعالى وفي احاديث المصطفى صل الله عليه وسلم ، وربما جاء في عظيم أجرها وثوابها ان ذكرت في آية بينة في القران لتبين للناس وصفا قاطعا دليل عاقبتها بعد الموت ، فقال تعالى :
( ربي لولا أجلتني الى اجل قريب فأصدّق وأكن من الصالحين).
فالصدقة هنا موجبة لمن هو قادر لإخراجها الى المتعففين والفقراء والأقربين ، وهي لا تعدل في قيمتها واخراجها مثل الزكاة في المال والتي هي ركن واجب من الاركان التي بني عليها الإسلام .
وهنا وددت ان اقرب معنى الآية الكريمة ووقعها في الأجر والثواب طالما لم تكن محددة وثابتة في الحول والحساب، فالميت يرجع الى ربه بالدعاء والطلب الى ان يؤخر الأجل لا لشيء في الدنيا عز عليه تركه او زيادة في العمر يبغي مشاركتها في فضل او اجر ولكن فقط للصدقة وهذا بيان للناس للأخذ بها والعمل عليها في حياتهم الدنيا ، فرجاء الميت وطلبه فارق كبير عن الحي ودنياه ولربما أشار الله تعالى في موقع اخر انه سبحانه يربي الصدقة بقيمتها الى أضعاف لايعلم مبلغها الا هو ، فيراها الميت بعد اجله لا كما يراها الحي وهو ينعم في الدنيا بأمواله .
ولربما يضعها الله سبحانه وتعالى في مواضع الرحمة والغفران والتجاوز عن السيئات فهي تدفع من الحي الى من يستحقها بلا وجوب او فرض مثلما باقي الفروض في عقيدة الدين فأنفاق المال من دافع النفس البشرية وان لا ترتقي الى شيء من فضل الله ونعمه ولكنها دليل احسان الحي وتفضله الى من سواه تقربًا الى الله ورجاء له بالأجر والثواب.
تقبل الله منكم اخواتي واخواني اعمالكم وصلواتكم ورفع بتقواكم وإحسانكم درجات الإيمان والأجر والثواب وجعلني واياكم من المحسنين .
……………………………………………
عبد الكريم احمد الزيدي
العراق / بغداد