القراءة النقدية لاعمالي بقلم الكاتب الصحفي علي صحن عبد العزيز
والمنشورة غدا في جريدة النهار… الف شكر له ولكادر الجريدة
الاساتذة حسن جمعة وجواد التونسي وصفاء الرييعي واحمد سلمان وضياء الرييعي….
شيخ التشكيل وعنفوان الحيوية المعطاء
إيهام اللون وسحره المتألق وتناسق ظل الضوء والموضوع الجارح للاشياء ،هي تلك الخصوصية المفتوحة في أعمال التشكيلي حسين البلداوي ،ولذا فأن أختياره للموضوع لا يكون وفق سرية يكتنفها الغموض ،أو إسقاط رموز طلسم مخزونة في روحه ،بل تراها تستكشف أكثر من مرحلة بدقة جماليتها ورؤيتها النقدية ،لتفيض بأنعطافات وتحولات مرئية جديدة ..
كينونة مقدسة
ما يميز اعمال شيخ التشكيل البلداوي هو شيبة فرشاته ،فأنك تراها ذا مهابة تميز رائحة كل لون ،مثلما تستذوق تلك الفاكهة عن اخرى سواها ،ملوعا وشغوفا بالبناء الفلسفي والمعنوي الى حدود لانهاية لها ،متوحدا في صومعته حين ينجز اللوحة ،تركيزه لا يخلو من قداسة يحقق جزءا من أمنياته في ملكومة اللوحة ،وهي ملاذه وسمة ابجدية رثاء روحه المتبقية عذوبة ونقاء ،والمفعمة بروح التجدد والحيوية .
رموز الاعمال
تفصح أعماله ايضا عن أيقونة ملونة لها فضاءها الحساس في أستخدام زوايا الضوء والظل ،والتي يستطيع من خلالها أن يتبنى لغة واسلوبا خاصا به ،مغمورا بالمتعة والنقد الصارخ وفق شهادة تؤكد عمق حضور الفن التشكيلي بالمشهد العراقي .
الخطاب الجدلي
لقدشكلت أعماله حالات ضامنة للقراءة السردية لمنظر اللوحة ،أذ تضمنت مسارا معرفي تشخيصي مظعوم بأسئلة منصبة على واقع مجتمعنا ،لتتبنى خطابا محوريا قوامه (اللوحة _المتلقي )مما جعل أعماله تبحث عن رؤية نقدية بديلة تستعيد دور المهمش والمنسي من أشياء كانت لنا إنتماء يوما .
حسين البلداوي فنان تشكيلي متميز بفرادة أعماله ،يبتعد عن الخصوصية ليساهم مع قلة قليلة من جيل الرواد المعاصرين أمثال أسعد الصكر وعلي عبد الكريم وندى العسكر وآخرين ،تستند أعماله الى عين حاذقة وذكية لها المقدرة في إلتقاط كل حدث بروح حيوية وطعم كبراءة الأطفال ..