بقلم /رسول مهدي الحلو .
وقع الإختيار عليه بأن يكون الكهنوت الأكبر لأنه لم يحطم نملة ، ولم يستوضح العلة ، ولم يرد على الطاغي بجملة ، فمذبح القداسة والمجد عنده ليس إلا صليب لذبح المهرطقين ، وعشق الحرية لا يعني له إلا تهجم على الذات النمرودية ، وألتماس العدل يعتبره أهانة لتاج الشموخ ، وإمتدد نهجه نحو السحيق من الحقائق لتكون زيفا ، والعدل ليكون جورا ، والفخر ليكون عارا ، فكل الثائرين على طريق القداسة والنبل هم خوارج ، وكل أقياء العواهر هم أكابر ،
فلا أحد يرى أو يسمع إلا مايرى أو يسمع كبير الكهنوت ، كل هذا لأن البنان يأمر بالإمتهان، ولإن الرؤوس تطأطأ خاشعة لظله الثابت ، فالسابق لايسبقه والاحق لايدركه ، والنار الأزلية على طرف لسانه من شاء إن يحرقه من عوالم الوجود أحرقه ومن شاء إلى عفوه سبيلا أضله السبيل فأغلب السائرين على ضوءالقمر يراهم نحو هلاكهم يسيرون .