المخاض الاخير….. بقلم الكاتب سليم براح …. وكالة الراي العربي
نشرت بواسطة: YASMEN ALSHAM
في آخر الأخبار
28 يناير، 2018
1,030 زيارة
المخاض الاخير
_____&&&&_____
داخل الغرفة التي تكاد تكون مظلمة ظل صراخها يرتفع من حين لآخر
وفي الغرفة المجاورة جلس الجميع الا هو
ظل واقفا طوال الليل منتظرا صرخته الاولى
أطلت القابلة بوجهها الشاحب والدموع مرتسمة على خديها
هتف الجميع
ماذا هناك
وسأل الزوج والخوف يعتري وجهه
هل هي انثى
اقسمت بالله لاطلقنها ان كانت انثى
قال أحدهم
العن الشيطان يارجل
اتعترض على مشيىة الله
يهب من يشاء منكم ذكورا
ويهب الإناث لمن يشاء
الانثى سندك في الدنيا والآخرة
قال أخر والسيجارة بين أصابعه
لست افضل من الرسول
اوليس النبي افضل منا جميعا
مد الرجل الغاضب يده نحو البندقية المعلقة على الجدار
وقف الجميع خوفا ورهبة
واتسعت العيون وخطفت الابصار
وضع طلقة في بيت النار
لقد اقسمت لان انجبت انثى
لاقتلنها أمام عينيها
سبع بطون عجاف
سبع ايناث
حاولت مرارا أن أضع الطلقة في مكانها الصحيح
ليال طويلة لم ابرح فيها الفراش بجوارها كالتيس كنت احدث صريرا
اصدقائي يعيرونني داىما
انت لست رجلا الرجال الرجال ينجبون ذكورا
مرارا قلت لهم
لست انا هي التي تصر على الايناث
سكت والشرر يتطاير من عينيه
مجتمع جاهل ابتلينا به
سحقا له
ارتفعت أصوات النسوة بالبكاء
وقف الرجال واندفعوا نحو الغرفة حيث ترقد الزوجة ذات الثلاثين خريفا
هتفوا جميعا
ماذا هناك ماذا هناك
أجابت جارتها التي بلغت الاربعين ولاتزال عزباء وهي تحاول أن تعتصر دمعا
لله ما اعطى ولله ما اخذ
ماتت خير النساء
ماتت ولاتزال زهرة تبسم للحياة
صاح الرجل بصوت عال
وولدي وولدي اريد ان ارى ولدي
دعوني اقبله اضمه الى صدري
بكت النسوة مرة اخرى واشتد العويل
ماتت والجنين في بطنها
صاح الرجل غاضبا
اريد طبيبا
اريد ان اعرف ان كان الذي في بطنها ذكرا
اريد ان يعرف الناس اني اجيد التسديد.
2018-01-28