وضع المستوطنون وقادتهم وجمهورهم في احزاب اليمين الاسرائيلي المتطرف المنطقة الاسبوع الماضي على فوهة بركان في هستيريا الاحتفالات بعيد الفصح اليهودي . عربدة المستوطنين في ساحات الحرم القدسي الشريف رافقها عنف غير مسبوق لشرطة الاحتلال وقوات القمع الخاصة ، التي تجاوز استهتارها لمشاعر المؤمنين في شهر رمضان المبارك كل الحدود بحيث لم تعد تميز في قمعها بين الفلسطينيين بمختلف أعمارهم ، الذين كانوا يؤمون المسجد الأقصى المبارك لأداء مشاعرهم الدينية في شهر مقدس عند المسلمين . حكومة الاحتلال على اختلاف تلاوين الموازاييك التي تشكلها قدمت الغطاء لممارسات المستوطنين من جماعات الهيكل المزعوم ، حتى وزير الخارجية العلماني يائير لابيد ركب الموجة الهيستيرية مدافعا عن حق جميع الناس في ممارسة شعائرهم الدينية في الحرم القدسي الشريف او في ( جبل اهيكل ) على حد تعبيره وعو يعلم تماما أن المسألة لا تتعلق بممارسة شعائر دينية بقدر ما تؤشر على النوايا الشريرة لفرض تقسيم مكاني وزماني للحرم القدسي الشريف تماما كما حصل في غفلة من الزمن في الحرم الابراهيمي الشريف في مدينة الخليل .
مركز الحدث كان في مدينة القدس ، غير أن الأطراف ، أي بقية مناطق الضفة الغربية ، فقد كان لها نصيب في عربدة المستوطنين في عيد الفصح اليهودي . لم تكن العيد دينيا بقدر ما كان مناسبة لحالة هيستيرية يريد المستوطنون وتريد أحزاب اليمين المتطرف وجماعات الهيكل المزعوم اختراع علاقة لها مع تاريخ هذه البلاد يبرر مشروها الاستيطاني الاستعماري الوحشي في فلسطين . فقد استغل المستوطنون وبدعم وتسهيلات من شرطة وسلطات الاحتلال الأعياد اليهودية لتغيير الوضع القائم التاريخي والقانوني للمسجد الأقصى المبارك من خلال تثبيت حقوق في طقوسهم التوراتية في الحرم القدسي في محاولة منهم للاستيلاء على كامل المكان على مراحل تمهيدًا لإقامة الهيكل الثالث المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك . فقد وجه ما يسمى بتجمع منظمات ” جبل الهيكل ” على امتداد الاسبوع الماضي دعوات لاقتحامات يومية جماعية للمسجد الأقصى المبارك وشهدت باحات المسجد أحداثا دامية عقب اقتحام قوات الاحتلال ساحاته ، والاعتداء على المصلين والمعتكفين بطريقة وحشية بما في ذلك استخدام الطائرات المسيرة في عمل استفزازي غير مسبوق لتفريق المصلين ، وبدا المسجد الأقصى كساحة حرب ، بعدما هاجمت قوات الاحتلال آلاف المعتكفين والمرابطين المتواجدين المسجد ، واعتدت عليهم بالضرب والقمع ، وإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، وتعمدت عناصر الشرطة إخلاء الساحات بضرب المتواجدين بالهراوات ، ولم تستثن من ذلك كبار السن ، النساء ، الأطفال ، طواقم الإسعاف ، الصحافة ، فيما واصل مئات المستوطنين اقتحام ساحات المسجد بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال والقوات الخاصة . وتقدم اقتحامات المستوطنين للأقصى مجموعات من الحاخامات المتطرفين الذين دعوا إلى تقديم “ قربان الفصح ” في ساحات الحرم ، ولما لم ينجحوا في ذلك قاموا بتأدية صلوات تلمودية قبالة قبة الصخرة ومصلى “باب الرحمة ” وقدموا شروحات عن “ الهيكل ” المزعوم . كما قام أعضاء كنيست من اليمين المتطرف يتقدمهم رئيس تحالف الصهيونية الدينية والفاشية ، بتسلئيل سموتريتش في جولة استفزازية في القدس القديمة، ونفذوا جولات استفزازية في أسواق القدس خلال توجههم إلى ساحة البراق ، حيث دعا سموتريتش اليهود من عند مدخل باب العامود القدوم إلى القدس القديمة والاحتفال في “الفصح العبري” في ساحة البراق والأقصى ، قائلا في مقطع فيديو “نحن نثبت للأعداء إننا لا نتنازل عن نمط حياتنا ولا على أجواء الفرح بالعيد ولا على معتقدتنا ” حسب تعبيره .
فضلا عن ذلك تقدمت جمعيات استيطانية بطلب لشرطة الاحتلال للسماح لها بإقامة مسيرة أعلام حول أسوار البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة ، ودعت الجمعيات مناصريها ، للحضور ، للتجمع في غرب القدس المحتلة والبدء بالمسيرة.وقال منظمو المسيرة إنها جاءت رداً على فقدان “السيادة الإسرائيلية بالقدس المحتلة”.وأشاروا إلى أن مسيرة الأعلام ستمر قرب باب الأسباط في مكان إلقاء الحجارة تجاه حافلات المستوطنين،
على صعيد آخر يمنع المستوطنون فتح شارع حيوي للفلسطينيين يربط القدس المحتلة ببيت لحم منذ 20 سنة. والشارع المذكور يربط بين مدخل العيزرية والشارع الرئيس الواصل إلى بيت لحم ، حيث تم البدء الأسبوع الماضي بأعمال إزالة الأتربة عن الشارع عبر شركة إسرائيلية ، إلا أن المستوطنين أوقفوا عمليات إعادة فتح الشارع .وقد تم شق الشارع بداية العام 2000 لصالح المستوطنين من مستوطنة ” كيدار “، وما زال يستخدم حتى اليوم كطريق حصري للمستوطنين وتم قطع نقطة اتصاله مع الشارع الرئيس الواصل إلى بيت لحم. ، ووصل الاسبوع الماضي طاقم من شركة “مسارات إسرائيل” لفتح الشارع، إلا أن المستوطنين تظاهروا في الشارع ومنعوا الشركة من فتحه معارضين ربط شارع المستوطنة البديل مع طريق وادي النار التي تربط وسط الضفة بالجنوب. فيما تغلق قوات الاحتلال الطرق الواصلة بين التجمعات السكانية بمسافر يطا بالسواتر الترابية ابتداء من قرية جنبا القريبة من حدود عام 48. وتقوم في الوقت نفسه بأعمال تجريف منذ ثلاثة أيام على طول الجدار القديم الذي أقيم عام 1967، الواصل بين قرية جنبا وصولا إلى مشارف التجمعات البدوية.
وفي القدس يسعى رئيس بلدية الاحتلال موشي ليؤون للسطو على اراضي قرية لفتا المهجرة لتهويدها . وقرية لفتا تم تهجير سكانها الفلسطينيين عام 1947. وتقع القرية على المرتفعات الغربية للقدس وفي مكان استراتيجي. وتأتي تصريحات ليؤون متناقضة مع خطط سابقة لهدم القرية وبناء وحدات استيطانية جديدة في المكان ، حيث نقل عنه قوله إن “القرية بحاجة للإعمار وليس للتحول إلى شقق للأشباح “. وتأتي تصريحات ليؤون في أعقاب تفجر لقاء عقد الأسبوع الماضي بين مدير عام سلطة أراضي “إسرائيل” يانكي كفينت وليؤون وتم فض الاجتماع في أعقاب الخلافات الحادة حول مصير القرى المهجرة ضمن خطة سميت “سلسلة الجبال البيضاء”.وتعارض بلدية القدس الخطة لبناء شقق جديدة في قرية لفتا المهجرة وتطالب بدلاً منها بإعادة إعمار القرية.
وفي الخليل تغلق سلطات الاحتلال منطقة باب الزاوية وشارع بئر السبع، لتأمين اقتحام المستوطنين للمسجد الإبراهيمي وسط الخليل ومناطق أثرية أخرى في البلدة القديمة، وأجبرت قوات الاحتلال أصحاب المحال التجارية في المنطقة بإغلاق متاجرهم، واعتدت على الصحفيين أثناء تغطيتهم لاقتحام المستوطنين، فيما حولت قوات الاحتلال ساحة المدرسة الإبراهيمية في منطقة السهلة بالبلدة القديمة إلى موقف لمركبات المستوطنين، ضمن تحضيراتها واستعداداتها لاحتفالات المستوطنين في باحات المسجد الإبراهيمي . وقد اقتحم مئات المستوطنين الحرم الإبراهيمي الشريف ، في مدينة الخليل وأدوا رقصات وطقوسا تلمودية داخله وفي باحاته.بحجة الاحتفال بـ”عيد الفصح” اليهودي. كما اقتحموا موقعاً أثرياً في بلدة السموع جنوبي الخليل بالضفة الغربية المحتلة، بحماية قوات الاحتلال.يزعم الاحتلال أنه كنيساً يهودياً.
وفي محافظة بيت لحم اقتحم عشرات المستوطنين برك سليمان الأثرية جنوبي بيت لحم وسط حماية مشددة من جيش الاحتلال وأدوا طقوسا تلمودية تركزت عند البركة الثالثة واغتسلوا بمياهها مدعين انها مياه مقدسة تلمودية على الرغم من وقوع البركة في مناطق ( أ ) الخاضعة للسلطة الوطنية الفلسطينية ، فيما كسر مستوطنون من ” بيت عاين” في مجمع مستوطنة “غوش عصيون” ، عددا من أشجار الزيتون في أراضي بقرية الجبعة جنوب بيت لحم تتراوح أعمارها ما بين 3-7 سنوات ، في أرض تقع بمنطقة المشاميس شرق القرية وقاموا بتقطيع أشجار صبار في نفس الأرض ، وتدمير أسلاك شائكة كانت تحيط بالأرض.
وأصيب عنان أمين أبو عليا، وشاكر نبيل أبو عليا ، بجروح ورضوض إثر اعتداء مستوطنين عليهما بالضرب المبرح ، في منطقة “جبعيت” شرق قرية المغير رام الله أثناء رعيهم الأغنام ما أدى لإصابتهما بجروح ورضوض ، وجرى نقلهما إلى المستشفى، لتلقي العلاج ، فيما اقتحم مستوطنون أطراف حي الطيرة من جهة قرية عين قينيا، شمال غرب مدينة رام الله.بداعي أداء طقوس دينية.
وتشهد محافظة نابلس عمليات فلتان يقوم بها المستوطنون ، فقد اعتدت مجموعة من المستوطنين على ارض تعود للمواطن رائد رواجبة من قرية روجيب واقدموا على قطع عدد من اشجار الزيتون في ارضه ، وهذه ليست المرة الاولى التي يتم الاعتداء فيها على اراضي روجيب فيما اقتحمت قوات الاحتلال الموقع الأثري في بلدة سبسطية وأغلقته أمام المواطنين تمهيدا لاقتحام المستوطنين للمنطقة كما أغلقت مدخل منطقة المسعودية التاريخية والتابعة لأراضي برقة شمال غرب نابلس، بالسواتر الترابية حيث يسعى الاحتلال للسيطرة على المنطقة الاثرية، علما أن تلك الإجراءات تضيق على 12 عائلة تسكن المنطقة . وأُصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في محيط قرية برقة حبث انطلقت مسيرة استفزازية بمشاركة آلاف المستوطنين بحماية قوات الاحتلال باتجاه البؤرة الاستيطانية “حومش”.وقد اندلعت مواجهات اندلعت عقب مسيرة نظمها السكان ردا على تنظيم المستوطنين مسيرة لمستوطنة “حومش”، المخلاة منذ عام 2005 استخدم فيها جيش الاحتلال الرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع ، ولفتت الطواقم التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني إلى إصابة 72 شخصا خلال المواجهات مع قوات الاحتلال . وفي صباح الثلاثاء الماضي أغلق جيش الاحتلال مداخل بلدات بُرقة، وسبسطية، وبزاريا، وسيلة الظهر، بالسواتر الترابية، لتأمين مسيرة المستوطنين.وانتشر على مداخل البلدات الفلسطينية، ومنع المواطنين من الوصول للشارع العام، فيما شوهدت عشرات الحافلات تنقل المستوطنين إلى موقع مستوطنة “حومش” المخلاة. جاء ذلك على الرغم من أن الاحتلال كان قد أعلن أنه لن يقوم بحراسة مسيرة المستوطنين نظرا للنقص في صفوف قواته بسبب حالة الطوارئ وانتشارها بالضفة وقبالة غزة، كما أن المسيرة وفقا لجيش الاحتلال تشكل خطرا على المشاركين، كونها تمر بمحاذاة تجمعات سكنية فلسطينية . وفي الواقع فقط توصل المستوطنون إلى تفاهمات شفهية مع وزير الجيش بيني غانتس، تقضي بحماية الجيش ا للمسيرة وتأمينها، رغم الرد الرسمي الذي كان قد أبلغه الجيش للمنظمين بأن “دخول الإسرائيليين إلى ‘حومش‘ هو أمر غير قانوني”. كما شارك في المسيرة أعضاء كنيست عن أحزاب اليمين بما في ذلك عيديت سيلمان التي انشقت مؤخرا عن حزب نفتالي بينيت (“يمينا”) وآتي عطية (“الليكود”) وإيتمار بن غفير وميخال فولديجر وبتسلئيل سموتريتش (“الصهيونية الدينية”).وجاء في الدعوات للمشاركة في المسيرة والتي عممتها جماعات استيطانية أنه “حان الوقت لإزالة نقاط التفتيش من حومش . هذه الأيام، ومع الجيش سنصل إلى حومش ونوضح لجميع أعدائنا أن شعب إسرائيل لا يستسلم للإرهاب. يجب الموافقة على المدرسة الدينية في حومش والسماح لنا بحياة طبيعية في المكان”. كما اقتحم عشرات المستوطنين موقع “برناط” الأثري فوق قمة جبل عيبال في نابلس.لإقامة احتفالات لمناسبة “عيد الفصح” العبري، وسط إغلاق لبعض مفارق الطرق المؤدية للمنطقة، وذلك بعد يوم من اقتحام جبل القبيبات في برقة فيما اقتحم مستوطنون نبع قريوت جنوب مدينة نابلس.، وأدوا طقوسا تلمودية عنده ، تزامنا مع تنفيذ مستوطنين مسلحين من مستوطنة “معاليه ليفونا” المقامة على أراضي اللبن الشرقية “جولات سياحية” في أراضي سنجل، وخربوا أراضي زراعية، وكسروا أشجار زيتون.
ولم يسلم المواطنون في محافظة سلفيت من اعتداءات المستوطنين ، فقد اعتدت مجموعة من المستوطنين على المزارع جهاد خالد منصور بواد قانا قرب بلدة دير استيا شمال سلفيت. أثناء توجهه وأسرته للعمل بأرضهم البعيدة عن المنزل.ونتج عن الاعتداء تخريب شبكة الطاقة الشمسية التي تخدم المنزل وإتلاف خزان المياه البلاستيكي على سطح المنزل وتقطيع أنابيب المياه وأسلاك الكهرباء.
وفي الاغوار الشمالية ، التي تتعرض لاعتداءات متواصلة نفذ مستوطنون أعمال تجريف في منطقة احمير التابعة لخربة الفارسية وذلك تمهيدا لوضع كرفانات في المنطقة التي أقاموا عليها بؤرة استيطانية قبل حوالي عام ، فيما احتجزت قوات الاحتلال جرافة تعود لشركة مقاولات خلال عملها في مشروع صرف صحي في قرية كردلة بالأغوار الشمالية في الوقت الذي هاجم فيه مستوطنون تجمع راس عين العوجا البدوي ، شمال مدينة أريحا.واعتدوا على عدد من المواطنين ورشقوهم بالحجارة.و تعمدوا ازعاج المواطنين في تجمع راس عين العوجا، من خلال اصوات الموسيقى الصاخبة في وقت متأخر من الليل .
على صعيد آخر قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” الحقوقية: إن جدار الفصل العنصري الذي وافقت الحكومة الإسرائيلية على بنائه عام 2002 ويبلغ طوله 770 كم ، ويعزل مساحة 733 كم2 من الأراضي الفلسطينية ، يقيد سبل العيش في الضفة الغربية. وأكدت المنظمة في تقرير لها نهاية الاسبوع أن الجدار الذي بني بحجة وقف موجة هجمات الفلسطينيين يضيّق العيش بالضفة عبر توغل أربعة أخماسه داخل أراضيها. وأشارت إلى ان الجدار زاد من تقييد حرية تنقل الفلسطينيين في العقدين الأخيرين ، وساهم في تفتيت الحياة الفلسطينية ، مؤكدةً أن هذه تعد جرائم إسرائيلية ضد الإنسانية ، ووصفتها بسياسة “الفصل العنصري والاضطهاد “.
تقرير الاستيطان الأسبوعي من 16/4/2021-22/4/2021
إعداد:مديحه الأعرج/المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان