المصالحه الفلسطينية – الفلسطينية
بقلم : ظاهر احمد عمرو
بين الفينة والأخرى ، تظهر في الأفق مبادرات للمصالحة الفلسطينية – الفلسطينية ، بين حركة المقاومة الإسلاميه ( حماس ) والسلطة الوطنية الفلسطينية ، رغم أن مسلسل المصالحات الفلسطينية – الفلسطينية بين السلطة وحماس السابقة ، لم تنتظر حتى جفاف حبر التوقيع عليها ، وكانت الأمور تعود إلى ما هو أكثر قتامة مما كانت عليه قبل المصالحة المزعومة .
السؤال الذي يطرح نفسه : لماذا لم تنجح كل تلك المحاولات ؟ اعتقد ان المشروعيين المطروحيين وهما مشروع حماس ومشروع السلطه الفلسطينية ، متناقضان ، لأن مشروع حماس هو مشروع مقاومة ومشروع السلطه هو مشروع مفاوضات ، وعليه فإن السلطه الفلسطينيه ترى ان غالبية زعماء العرب يدعمون مشروعها ويؤيدونه .
اما المشروع الاخر وهو مشروع المقاومة ، فإنه يحظى بتأييد ودعم معظم الشعب الفلسطيني ، وغالبية الشعوب العربية ، وعليه فإن كل مشروع يهدف من المصالحه إلى إقناع الأخر بالموافقة على افكاره ، وهنا تكمل المشكله والمعضلة ، لأن نتائج المفاوضات بعد عشرين عاماً إنطبق عليها المثل الدارج : تمخض الجمل فولد فأرا ، وأضيف من عندي : فأرا ميتا ،إذ لا وجود للسلطة بدون هذا الطرح ، اما القناعات الفكرية عند المشروع المقاوم فلن تتغير ولم تتبدل اذاً ما هوا الحل ؟؟
اعتقد ان العامل المشترك بين المشروعين هو الإحتلال الإسرائيلي والمشروعين يرفضان هذا الإحتلال ، وهنا يتوجب علينا الإتفاق على العامل المشترك ، وهذا يعني عدم الذهاب إلى المفاوضات ، والتوقف عن الكفاح المسلح ، شرط إجماع الشعب الفلسطيني في ارض فلسطين التارخية ، ان كان في قطاع غزة او الضفة الغربية او فلسطيني عام 1948 ، على خروج الجميع الى الشوارع بإضرابٍ عام او عصيان مدني لا يُرفع فيه الا العلم الفلسطيني وعبارة ( لا للإحتلال ) فقط.
وهذا يعني ان الشعب بكليته ، يعرب عن رفضه لهذا الأحتلال تحت راية واحدة موحدة هي راية فلسطين ، ولا راية غيرها ، فعندما يخرج ملايين الفلسطينيين إلى الشوارع الفلسطينية ، على ارض فلسطين التارخية للتعبير عن رفضهم لذلك الإحتلال ، تتغير نظرة العالم إلى القضية الفلسطينية وإلى الإحتلال ، علاوة على أن الشعوب العربية وغالبية الشعوب الإسلامية ستلحق بالفلسطينين بعد نجاح مشروعهم، لتأييدهم ومناصرتهم ، فماذا ستفعل اسرائيل عند ذلك .
أجزم ان هذا طرح لمشروع مشترك بين كل الأطراف ، ويجب الإتفاق عليه ولننظر الى النتائج ، واعتقد ان ذلك لن يتأتى الا بقرارٍ صادقٍ ومدعوم من السلطه الفلسطينية ، وهو مشروع عملي ومتوفر والجميع قادر عليه ، وليعلم العالم كله ان الشعب الفلسطيني هو شعب موحد على ارضه وبكل اطيافه ضد هذا الإحتلال المجرم ، وأن كل الشعب الفلسطيني يريد التخلص من هذا الأحتلال وهو الوحيد الباقي على وجه الأرض .
هذا المشروع هو المحك الحقيقي للسلطة الفلسطينيه وحماس لأنهاء الإحتلال وهذا اتفاق ولو كان مرحليا ، يظهر للعالم وللعرب وللمسلمين اننا موحدون ضد الإحتلال الصهيوني لأرض فلسطين .