–بقلم/رسميه طه
—–
يقولون بأن امة العرب لن تنهض من غفوتها ولن تستعيد الأرض المحتلة ولن تسوس زمانها ولن تشمخ بمجدها الغابر وفيها فرد تعلق بصره بنوافذ الغرب –كيف يكون ذلك و كان قد سبق للأمة العربية أن استعادت استقلالها من العثمانين –نعم لقد ساهمنا في صنع التحرر —-ولكن توحد الجهود والإرادة كان الأساس في طرد الأتراك ——حوار دار في أروقة الغرب وهم يصنعون اتفاقية سايكس بيكو في عام 1916 –لتقطيع الأمة بين القوى الطامعة بخيرات البلاد وتم ذلك ودخلت فرنسا وبريطانية إلى المنطقة وبدأت بتنفيذ الخطة لدحر العرب في غفوة دائمة وتحقق لهم ذلك بوعد بلفور وتحقيق الاحتلال العسكري لفلسطين وتجلت النتائج لذاك الحوار الذي كان غامضا على عقل لم يتربع على عرش التجربة ولم يصل إلى عمق الأشياء ولكن بمرور الزمن وعملية الاسقاط والتمعن بما يجري أدركت مغزى الحوار وعلمت بأن المقصود بالبصر وبنوافذ الغرب –هو طمس الهوية وقتل الانتماء وزعزعة الفكر وجلد الإرادة وتشريد النفس من خيرها وكل ذلك من خلال تسويق ونشر قيمة المظهر على المضمون وبث وطرح جملة من مفاتيح التطور التي تجذب العقل والنظر إليها والتعلق بها كأساس للإنطلاق إلى مجد الغرب فأدى ذلك إلى قتل الإنتماء وهجرة العقل عن أرضه بكل مافيها لدرجة أصبح الأنسان مشتت مابين مولده وما بين رياح أصبحت أوكسجين حياة لتأكيد وهم التحضر والتطور وللأسف فإن تلك الهجرة بدأت من عمق الأرض العربية فأصبح المواطن غربي السلوك وغربيا” في أسمه ورؤيته فأدى به إلى زعزعة الفكرفلم يصل إلى الغرب ولم يحافظ على جذور انتمائه بدلالة واضحة نراها في شوارع بلادنا والتي تتجلى في لوحات أعلانية تكتب باللغة الأجنبية أو اطلاق تسميات غربية على الفنادق والمقاهي ودور السينما وغير ذلك بالإضافة إلى إننا أصبحنا لا نأكل إلا من صناعة غيرنا ولا نتحرك إلا بوحي من الفكر الغربي وأمور عديدة كثيرة –نعم ينبغي أن نفتح نوافذ الغرب ونستنشق رياح الثقافة ولكن بفكر وعقل وليس بعين عمياء ——-العين الخائنة التي حققت نصرا للشر وللغرب وذبحت الإنتماء وقتلت بذور الهوية حتى وصلنا إلى مرحلة السقوط –مرحلة اسمها الموت العربي—–