الموت يغيب الشاعر الكبير عمر الفرا
الرأي العربي .. منال الحزام
سوريا _ تنعى الحركة الأدبية والشعرية بالوطن العربي الكبير عامة وبالجمهورية السورية خاصة الشاعر الكبير عمر الفرا عن عمر ناهز 66 عاما إثر نوبة قلبية ألمت به ظهر أمس الأحد في منزله الكائن بدمشق وسيشيع جثمان الفقيد الراحل الفرا بعد صلاة العصر من يوم الاثنين من مشفى دمشق المجتهد حيث سيصلى على جثمانه الطاهر في جامع بدر الدين الحسني ويوارى الثرى في مقبرة باب الصغير.
ولد الفرا في مدينة تدمر السورية عام 1949 وانتقل للعمل بمهنة التدريس في مدينة حمص، حيث استمر بمزاولة المهنة 17 عاما ليتفرغ بعد ذلك إلى الشعر.
بدأ الفرا كتابة الشعر الشعبي في الثالثة عشرة من عمره واشتهر بطريقة القائه المميزة للشعر .
وعرف الفرا بنشاطه الثقافي من خلال مشاركاته في أغلب المهرجانات المحلية والعربية حيث كان صداحا بالروح الوطنية العالية ومحبة الإنسان ـ ومعبرا عن قضاياه إضافة إلى تمسكه بمبدأ المقاومة والدفاع عن الارض كما أنه اهتم بالشعر الشعبي أكثر من الشعر الفصيح وهو من أهم شعراء اللهجة الشعبية على مستوى الوطن العربي.
وقال رئيس اتحاد الكتاب العرب الدكتور حسين جمعة في تصريح لـ سانا “فقدت الأسرة السورية والأدبية اليوم شاعرا ذاع صيته في آفاق السموات والأرض ليس فقط بشعره البدوي أو العامي الذي جاب البلاد العربية وإنما بصوته الذي كان يؤدي نغمة وصلت إلى قلوب جميع الناس” مضيفا.. إن رحيل الشاعر الفرا اليوم هو فقد للأسرة الأدبية السورية وخاصة في طليعتها اتحاد الكتاب العرب وللأسرة الأدبية العربية.
لقد كان الراحل الفرا يحكي آلام الناس ويعبر عن مشاعرهم وكان لا يترك قضية اجتماعية إلا وتحدث عنها محاولا أن يقوم بعملية تنوير اجتماعي لبناء مجتمع صحيح كما ان له مواقف مع رجال المقاومة انشد من القصائد لهم وشاركهم في مهرجاناتهم.
وقال الدكتور نزار بني المرجة رئيس تحرير جريدة الأسبوع الأدبي .. “منذ ديوانه /حديث الهيل/ وعمر الفرا شاعرا أصيلا ابن بيئته يتحدث بوضوح عن مشاعر وعادات وتقاليد يضمنها في بعض الحالات نقدا يتطلع إلى تجاوز ما هو سلبي في تلك العادات والتقاليد كما في قصيدته حمدة . ومن النجاحات الشعرية للمبدع الفرا في القصيدة المحكية والفصيحة والتي توجها بديوانه /جند الله /الذي تحدث فيها عن أبطال وشهداء المقاومة الوطنية اللبنانية حيث أعطى صورة رائعة عن نموذج فريد في شعر المقاومة .
كما أوضح الشاعر عبد الناصر الحمد أن الفرا يعتبر من الوجوه الأدبية السورية التي أثبتت وجودها على الساحة العربية وكان ميالا إلى الشعر الشعبي أكثر من الفصيح ، حتى أنه تفرغ في آواخر حياته للشعر فقط ، حيث شارك بالعديد من المهرجانات العربية في الأردن والسودان والكويت وليبيا ، وإذا كانت القصيدة الشعبية السورية قد وصلت في عهده إلى تلك الدول فهو يعتبر بحق من الشعراء الذين لهم الفضل في نقل القصيدة الشعبية الشعرية إلى العالم ولا سيما في سورية.
من جانبه قال الإعلامي سيف عمر الفرا ابن الراحل إن “والده توفي اليوم إثر أزمة قلبية مفاجئة دون أن يعاني من أي مرض، إلا أنه في الآونة الأخيرة كان حزينا لما يحصل في بلده وخاصة مدرج بصرى الذي أقام عليه أجمل أمسياته ولقاءاته الشعرية”.
هذا وتقبل التعازي بالراحل الفرا في صالة نقابة الأطباء بدمشق ولمدة ثلاثة أيام.
يذكر أن الشاعر عمر الفرا شاعر كبير متمكن يعد من أهم الشعراء العرب.. عمل بالتدريس في مدينة حمص لمدة 17 عاما ثم تفرغ للأعمال الشعرية والأدبية وكانت معظم قصائده بالعامية البدوية بلهجة بسيطة تتلاءم مع كل البيئات الشعبية إضافة إلى قصائده بالفصحى التي تنوعت وشملت القضايا الاجتماعية والأحداث والأساطير.
وللشاعر الراحل العديد من المؤلفات منها ديوان /قصة حمدة/ و/الأرض إلنا/ و/حديث الهيل/ و/كل ليلة/ و/الغريب/ و/رجال الله/ ومن أشهر قصائده / حديث الهيل/ عرار /الياسمينة/عرس الجنوب/قصيدة وطن وغيرها كثير.