مقالة
الهلوسة والمجتمعات القمعية
روعة محسن الدندن / سوريا
كثير من التوتر والإرهاق بين لغة الفكر ولغة الجسد التي تمنحك الإشارات لتجعلك تقف وكأنك قمت بالجري لمسافات غير منتهية أو محدودة
وعبارات وأحداث وتقلبات جنونية .نحاول العبور من خلال هلوساتنا
أصبح الجميع يعيش بهلوساته وكل يُعبر عنها بإسلوبه وطريقته
يقال أن الفرح الطاغي ،او السعادة المفرطة ،أو لحظة حب مكثفة جميعها لا تخضع لمواصفات الصحة العقلية ليتم وصفها من البعض بالجنون
يقول ليال واطسون صاحب كتاب ” ماوراء الطبيعة” إن النظرات الخاطفة التي بدأنا نصل إليها ،عن الآفاق الواسعة للمخ البشري تثير ما لم يسبق له مثيل من التساؤلات حول نشوء الإنسان وارتقائه ..هذا المخ البشري الذي جعل منا قوة تطور عظمى ،مطالب اليوم بقدر واسع من التخيل والخلق،حتى يخرج الإنسانية من محنتها الراهنة)
أما سيدني كوهيني ،” مدير الصحة النفسية بولاية ميريلاند يقول:” إن الطاقات الغريبة الواسعة للمخ البشري ،في الإكتشافات والإدراك الذاتي ،ليست ضرورية بالمرة لأغراض البقاء وشؤون الحياة اليومية للإنسان”
من أكثر الحالات هلوسة تلك التجمعات الإجتماعية التي تمارس الإضطهاد ،والقاسم المشترك فيما بينهم إما الهوية السياسية أو الدينية أو العرقية وهذه في المجتمعات القمعية والتي تحاول حماية مجتمعاتها بالإضطهاد السائد والساري كالأمراض
ومع ذلك يتبنون شعارات الوحدة الوطنية وجميعهم يدركون أنها غير صحيحة وإنما هي ازدواجية ونوع من التقية والإنكفاء الوطني
ويمكن اختصاره بما قاله ممدوح عدوان في كتابه ” حيونة الإنسان”
( نحن في ما بيننا نعرف أننا خير الموجودين ،وهؤلاء الذين يضطهدوننا يشكون من نقص في انسانيتهم أو دينهم أو اخلاقهم ،وسنريهم أي نقص يعانون فيه حين تحين الفرصة)