الرئيسية » أدب الكتاب » الواقع المر

الواقع المر

 

الكاتب والمخرج /تامر جلهوم 

الواقع هي تلك اللحظات التي نعيشها بشكل يومي نلمس فيه أشياء عدة
ونحس بها ونتحكم في الأشياء على حسب هوانا ونصنع ونبدع ونتفنن فيما سخر لنا في هذه الحياة ومن أمثلة تلك الواقع المر هو…..
أن تفتح عينيك يوماً على واقع لاتريده .
أن تحصي عدد إنتكاساتك فيعجزك العد .
أن تتمنى عودة زمن جميل أنتهى .
أن تتذكر أنساناً عزيزاً رحل بلا عودة .
أن تكتشف أن لا أحد حولك سواك .
أن تقف أمام المرآة فلاتتعرف على نفسك .
أن تنادي بصوت مرتفع فلا يصل صوتك .
أن تشعر بالظلم وتعجز عن الأنتصار لنفسك .
أن تضطر إلى تغيير بعض مبادئك لتساير الحياة .
أن تضع أجمل مالديك تحت قدميك كي ترتفع عالياً وتصل إلى القمة .
أن تتظاهر بما ليس في داخلك كي تحافظ على بقاء صورتك جميلة .
أن تصافح بحرارة يداً تدرك تماماً مدى تلوثها.
أن تنحني لذل العاصفة كي لا تقتلعك من مكانك الذي تحرص على بقائك فيه
أن تعاشر أناساً فرضت عليك الحياة وجودهم في محيطك .
أن ترفع رأسك عالياً فترى الأقزام قد أصبحوا أطول قامة منك .
أن تغمض عينيك على حلم جميل وتستيقظ على وهم مؤلم .
أن يدخلك إحساس مقلق بأنك قد تسببت في ظلم أنسان ما .
أن تجد نفسك مع الوقت قد بدأت تتنازل عن أحلامك واحد تلو الآخر .
أن تضحك بصوت مرتفع كي تخفي صوت بكائك .
أن ترتدي قناع الفرح كي تخفي ملامح حزن وجهك الحقيقي .
أن تكتشف أنك تمثل شطراً عظيماً من خارطة أحلام أنسان ما وتدرك خذلانك المسبق له .
أن تمد يدك لانتشال أحدهم من مصيبة فيسحبك لإغراقك معه .
أن تلتقي شخصاً شاطرك نفسك يوماً فتكتشف أن مشاغل الحياة قد غيبتك من ذاكرته تماما .
أن أنحني لذل العاطفة كي لا تقتلعني من مكاني الذي أحرص على بقائي فيه.
أن تمر عليك لحظة تتمنى التخلص فيها من ذاكرتك .
أن تجلس مع نفسك فلا تجدها .
أن تقضي نصف عمرك بزراعة الورد في طريق من تحب وتفني نصف عمرك الآخر في نزع أشواكهم التي زرعوها في طريقك .
أن تكتشف أنك تكتب لأنسان يقلب حزنك وحروفك في ملل .
أن تلوح لأشياء لاتتمنى أن تودعها أبداً .
أن تبكي سراً فقط لأن أحداً قد أقنعك يوماً بأن البكاء نوع من الضعف الأنساني
أن تصل إلى قناعة بأن كل من مر بك قد أخذ جزءاً منك ومضى.
أذن أنطلاقاً مما أسلفت فيه السرد يمكن أن نستنتج أن الواقع لا تكتمل واقعيته إلا بالخيال فأعلم عزيزى القارىء أن ليس بالضرورة أن الذي يؤلمك يؤلم غيرك فالبعض قد تجاوز مرحلة الألم ودخل في مرحلة التبلد واللامبالاة فلا تحزن فهذه هى الحياة فمن المؤلم أن تلوح بيدك لأشياء لا تتمنى أن تودعها يوماً فنصيحتى لك عزيزى القارىء ((أن لا تيأس من خسارتك وأكتسب الدروس من تجاربك وأجمع يأسك فوق بعض لتصل أعلى الحائط وتقفز من فوقه وتلتقي بالفوز فى الحياة طالما أنتظرته))وفى النهاية أقول لك قوي عزيمتك وأرضى بالقدروأمسح دمعك من الهدر وأستسلم للواقع المؤلم فأنه يليه فرج ((فإن مع العسر يسرى)).

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.