مقالة أدبية ونماذج
………………………..
لماذا الومضة الشعرية
شروطها وتنوّع كتابتها؟
……………..
**الومضة الشعرية وتحولاتها
………………………………
حينما بدأنا كتابة الشعر نهايةالستينات واطلاعنا على كتب ودواوين ودراسات الشعر العالمي والعربي ..تعرفنا على أجناس عديدة للشعر كما هي معروفة ومن ضمنها الومضة أو البرقية أو الماسة سمها ما شئت ..وفي بداية السبعينات نشرت العديد من هذه الومضات الشعرية او الماسات كما كان يطلقها عليّ الناقد المرحوم عبد الجبار عباس والتي كان يطلب مني قراءتها في المهرجانات التي أحضرها ..وهذا النوع من الكتابة يمتاز بالتكثيف العالي للصورة الشعرية والإبهار والدهشة والقدرة من الشاعر على كتابتها لأنها أصعب من القصيدة أو النص ومن غير ذلك لا تسمى ومضة ..ولذلك لا تتعدى الفعلين أو الثلاثة ولا تزيد عن الثماني أو العشر كلمات ..وحسب ما يكتبه الشاعر من دون تحديد .. ..وهذه تنبع من لغة الشاعر وثقافته ووعيه فيما يكتب ..وهنا لا شرح أو اضافة للكلمات أو تفسير فهي مطلقة في التعبير عن تجربة الشاعر، ولا يكون فيها تفسير في الجمل، .. أما إن زادت كلماتها عن ذلك فتصبح نصاً شعرياً، وإن كانت موزونة فهي قصيدة تفعيلة أو قصيدة حرة ، والشرح يطول في هذا لأننا كتبنا عن الومضة الكثير من المقالات ونشرنا مئات القصائد التي لاقت استحسان النقاد .. كما هي واضحة في كل دواويني ..نأمل أن يتفهم البعض الفرق بين الومضة والنص وما ينشر الان من خواطر !!
**كيف نكتب الومضة الشعرية؟ .
………………………………..
الومضة من إسمها كالبرق أو الماسة..لحظة مكثفة غنية شعرياً . لها عنوان اسم نكرة غير معرف بأل وهذا العنوان لايشير إلى أي معنى لمفردات الومضة، ومن الممكن أن تكون كلمة أو كلمتين أو ثلاثة ..أو فعلاً واحداً فيها أو فعلين أو ثلاثة وأن لا تزيد عن ثماني أو عشر كلمات في أقصى مداها، ومن الممكن أن تبدأ بفعل ماض كمقطع أولى وتنتهي بفارزة، والمقطع الثاني لا يكون خبراً الجملة الأولى، ..لتحقق هذه الدهشة الشعرية التي تأخذ بروح القارىء إلى البحث عن مقدرة الشاعر في هذا التكثيف الجمالي الساحر ..هكذا أرى وأنا واثق من أن الشاعر المتمكن من سعة لغته يستطيع أن يكتب في عمق ومعنى الكلمة التي يختارها ويبني من خلالها الصورة الشعرية والخيال الساحر بحرفية عالية ..وليس جملة واضحة وسلسلة ..لا تف الغرض ..كما يحدث عندنا من هذه الكتابات السهلة والتي هي من دون شعرية أساساً .
**نماذج للومضات الشعرية
……………………..
1
رغبة
تَدافَعَتْ نُونُ حَرْفِكَ سَوْرَةً؛
إنكسرَ الشَّفقُ وكَوَّرَ الأشياء.
19/2/2021
2
صفير
غادرَ الليلُ مُبتهجاً بأسرارِه؛
ومَسَكتُ نارَ الريحِ بشِفاهَي.
19/2/2021
3
طَريق
غابَ العِشقُ ناصِيّةً للصَّلاة؛
وأنتظرتُ فَجرَ إنشودةِ الشهداء.
19/2/2021
4
معطف
إهتَزَّ الحُزنُ مُبتَسِماً للمرآةِ ؛
وغادرتِ الشَّمسُ عَينَ المَكان.
19/2/2021
5
فَجْرٌ
أشارَتْ سبّابتي للقِمَّةِ الذَّهَبيّةِ؛
ودَنا النَجمُ قَلْباً ساجِدا.
18/2/2021
6
المرايا
جَفَّتِ الرُّوحُ كِبرَ دموعي؛
وهَبَطَ الطيرُ مرتبكاً كالشمس.
17/2/2021
7
وصيّة
مَرَّ الصَّباحُ مُطرّزاً بالنداءِ؛
فطرقتُ البابَ بهدوءٍ خائفاً.
18/2/2021
8
وجود
إتَّسَعَتِ الحَياةُ نقْطةَ دَمعٍ ؛
وصارت ْمقْبَرَةً بلا أسماء.
17/2/2021
9
وَهمٌ
صَنَعَتْ الحَيَاةُ مِنْ دِموعِ الحُبِّ؛
وصَارتْ مَقْبَرَةً مِنْ دونِ أسماء.
17/2/2021
10
إبحار
ذَهَبَتْ قناديلُ الكلماتِ؛
والْتقطَها طيرٌ غريبٌ وغابْ.
18/2/2020
11
إقتران
أحسَسْتُ بُكاءً للملائكةِ قُربي ؛
فسَمَعَتُ دَوَرانَ الشَّمسَ حَوْلي.
12/2/2015
12
نقطة
قالتْ:_ تِه بي؛
فأحتَرَقْتُ.
11/2/2019
13
طيور
دعوْتُكِ لسلسبيلِ العِشقِ؛
وأنثنت الحروفُ خَجلى.
16/2/2014
14
محاق
المرأةُ أهلّةٌ لها مداراتها كالقمر ٱحداها المحاق.
1/8/2017
15
إيلاف
بابُ الشَّهْقَةِ مَفْتوحٌ ليَدٍ تَرقى؛
وقلْبٌ يدورُ حتّى مَساسَ الفَجر.
16/2/2021
16
رهان
لا تَلمسْ قَلْباً؛
حتَّى لا يَتساقط دَمُ الفَجر .
17/6/2013
17
وجه
لا تلمسي قلبك ,
حتى لا يتساقط عطراً كاوراق الياسمين على قلبي .
4/3/2007
18
حياة
البَحْرُ طوّقَ جَمالَكِ بالزَّبدِ ،
وأنْتَ طوَّقتَ البَحْرَ بالحياة .
13/9/2011
………….
** ومضة اللحظة الشعرية.
……………………..
وهنالك ومضات شعرية لا تلتزم بما قدمناه فهي مطلقة ولا تخضع لعنوان أو جملتين في مقاطعتها ، وهى ومضة لحظة، وفيها حرية في التعبير الشعري والصور الشعرية كما كنا نكتبها سابقاً..
**وهذه بعض نماذج الومضات الشعرية
1
(حُروفُ العِشْقِ تَمورُ شموساً وتَسْحَبُها الجوارُ الكُنَّسِ كالضَوْء ..)
2
(أنْتِ مَمْلَكَةٌ
داهَمَها قلْبي ،
فَأَصْبَحَ بابَها القُدُسي ،
وَتَرَصَّعَتْ بِشَغَفي)
……..