انتفاضة ضد تفشي المخدرات
بقلم فايز شبيكات الدعجه – الأردن
بعد أن بلغت المشكلة ذروتها . بدأت الإنتفاضة الوطنية ضد انتشار المخدرات على ما يبدو ، وعلى أسلوب إدارة هذا الملف الوطني خطير على وجه الخصوص . أول المنتفضين كان وزير الداخلية سلامه حماد ،الذي أعلن أن والمخدرات تشهد نموا خطرا وغير مسبوق .وعبر عن قلقه من التنامي المثير لتعاطي وتجارة المخدرات في المملكة مشيرا إلى أن ملف المخدرات من الناحية الأمنية يحظى بالأولوية ضمن خطة الوزارة لمتابعة القضايا الأمنية ،وأن الوزارة قامت بتحديد مناطق عديدة ينشط فيها التجار والمروجين ، حيث تعمل على تنسيق خطة محددة لضربهم بيد من حديد .
إدارة مكافحة المخدرات تعمل بأقصى طاقتها، لكنها ضعيفة ولا تؤدي الغرض من وجودها واعتمادها أسلوب المداهمات لا يكفي ، وننتظر الكشف عن برامج تنفيذ الخطة التي يتحدث عنها الوزير وترجمتها إلى إجراءات تنفع الناس وتمكث في الأرض ، فالظاهرة رغم ما قال تتعاظم وتتسع ، ولم يتم الإعلان عن أية برامج لتعزيز قدرة وإمكانيات إدارة مكافحة المخدرات التي لا زالت تعمل بطرق تقليدية متواضعة تسببت بتنامي حجم المشكلة ،وجعلتها تحتل العناوين الأبرز في وسائل الإعلام .
ازدياد حدة الظاهرة دفع أهالي شفا بدران قبل أيام للانتفاض، وتنظيم مسيرة ووقفة احتجاجية ضد انتشار الظاهرة ، أما النائب الدكتور بسام البطوش فقد أثار قضية انتشار ظاهرة تعاطي وترويج المخدرات بأنواعها في لواء المزار الجنوبي ، كما شكا أهالي منطقة الهاشمي الجنوبي بقيام أصحاب السوابق الذين يقومون بتجارة المخدرات وتوزيعها في وضح النهار وحتى ساعات الفجر وبعد أن يخرجون من السجن يعودون لمزاولة نشاطهم . وقبل هذا نظمت مسيرة في معان للحد من انتشار الظاهرة ، النائب يحيى السعود أكد أيضا هذه الحقيقة وقال (أن إحصائيات المخدرات مخيفة وتتجاوز ثلاثة أضعاف ما كنا عليه بالسابق وهو أمر خطير جداً يحتاج لوقفة حازمة من قبل الجميع).لكن بعد كل هذا وذاك لا زالت أسواق المخدرات رائجة ونشطة ،وجهود المكافحة الحالية لا تفي بالغرض ولا تتناسب مع حجم المشكلة وسرعة انتشارها على الإطلاق .
أخبار مؤسفة تتوارد كل يوم عن حالة الإعياء الأمني في التعامل مع التجار والمهربين ، وكان أشدها أسفا الهزيمة التي لحقت مؤخرا بقوات الأمن أثناء محاولة القبض على مجموعة من تجار المخدرات كانوا يختبئون في منزل احد النواب ، وانتهت العملية بأن تولت القوة الأدبار وهروب المطلوبين .
الواضح ان الظروف الحالية توفر بيئة آمنه ومناسبة لرواج المخدرات ، بدليل تلك المحاولات المستميتة المتكررة لإدخال المخدرات والتي يقوم الجيش بإحباطها كان آخرها محاولة تهريب حوالي ٢٩٠٠٠٠ حبة مخدر وكمية من الذخيرة من الأراضي السورية .