بريطانيا والمسؤولية الأخلاقية
إذا عدنا إلى أصل القضية، فإن بريطانيا “العظمى” هي المسؤول الأول عن كل النكبات والمآسي والويلات التي عانى ويعاني منها الشعب الفلسطيني، والتي جرَّت ويلات ومآسي على الأمة العربية والإسلامية بكاملها منذ أن أعلن بلفور وعده المشؤوم وحتى يومنا هذا، بل ربما حتى عقود قادمة، فالمؤشرات على الأرض تدل على أن الأصابع لا زالت تلعب على أوتار وعد بلفور قتلاً وتمزيقاً وتدميراً لتثبيت وعد بلفور واقعا ليس فقط على الفلسطينيين، وإنما أيضاً على الأمة العربية بكاملها.
لا يختلف اثنان في الوطن العربي على أن كل ما يجري على الأرض العربية الآن هو نتاج للمؤامرات الغربية الرامية إلى تثبيت اركان الكيان الصهيوني على الأرض العربية من خلال تمزيق الوطن العربي وتحويله الى كانتونات متناحرة تجعل من سيطرة العدو الصهيوني على مقدرات هذه الأمة أمراً سهل المنال، وها نحن نرى بأم أعيننا التطبيق الكامل لفكرة تجزئة المجزأ وتقسيم المقسم، وسنشهد عما قريب ميلاد دويلات هزيلة تتسابق لنيل الرضا الصهيوني والغربي على حد سواء، وبالتالي تحالفات جديدة ستكون اسرائيل الركن الفاعل فيها.
مطلوب من بريطانيا اليوم التكفير عن خطيئتها الكبرى بحق الفلسطينيين والأمة العربية بكاملها، وذلك بالاعتذار أولاً عن وعد بلفور وما جره على الأمة العربية من تشريد وويلات ومآسي، ثم الوقوف بعد ذلك موقفاً واضحاً وصريحا من الحقوق العربية وفي مقدمتها الاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية وبحق العودة للفلسطينيين الذين طردوا من أرضهم ووطنهم نتيجة لوعد بلفور الذي أعطى ما لا يملك لمن لا يستحق، وتعويض الفلسطينيين عن معاناتهم وعذاباتهم طوال سنين الاحتلال، مطلوب من بريطانيا الآن أن تطلق وعداً جديداً مناقضا تماما لوعد بالفورلتعيد الامور إلى نصابها، ولتتذكر بريطانيا أن الفلسطينيين والعرب لن ينسوا أبداً من وقف معهم ومن وقف ضدهم، والأيام دول.
الوسوم :مقال