(بسمة البوعبيدي )أوطان العنكبوت
نشرت بواسطة: د.جهاد ابومحفوظ
في آخر الأخبار, مقالات
23 يناير، 2016
2,316 زيارة
أوطان العنكبوت
صالح جبار خلفاوي
رواية الكاتبة التونسية (بسمة البوعبيدي ) صدرت عام 2015 عن دار رسلان ب (100) صفحة تبدأ الرواية بمقولة كافكا : … تقشع الظلمات بكتاباتي ..
مع إهداء المؤلفة في المقطع الأول من الرواية بطرق تسألته : بلغة شعرية شفيفة :
إلى متى أظل أقاوم ؟
وأين سأزرع أحلامي والأرض بور والماء ملح
أجاج ؟ أين سأزرع أحلامي ؟
الأبطال عند ( بسمة البوعبيدي ) تسرد بوحها بمنولوج داخلي متشظي تحاول أن تجمع فيه صور متعددة ..
( لماذا لم أخرج في تلك المظاهرة تلك الليلة ؟) صفحة 20
( وربما لأحرر صوتي المقموع داخلي ) صفحة 21
تحاول دائماً تحريك السواكن داخل الأنثى التي تصنع من الصورة أداة للتعبير أو صنمًا متجبراً يجول في الخاطر ..
( فأجد في ملامحه شيئا من ملامح صاحب الصورة المتدلية )” صفحة 74
الصورة تمثل إيقونة الرواية تريد أن تزج بين المتخيل والواقع المعاش .. واقع قاسي ومؤلم ..
( الجبل غول .. لايشبع .. يقول بعد كل انهيار له .. هل من مزيد .. اختلطت العظام باللحم ويبّست الدماء الفسفاط .. الجبل غول إذا قرم مضغ وبلع وهضم من في جوفه من العمال .. ) صفحة 72 / 73
قسوة المكان تجعل (بسمة البوعبيدي ) تسترجع التاريخ المأزوم للعرب كأقوام أجلاف بين عبد الله الصغير الذي أضاع ملكه والخليفة المستعصم بالله ( يكنز الأموال وقوات الدويداء تتفتت والمغول على الأبواب .. رأس الحسين يتدحرج في بلاط يزيد وهو ينكث ثغره ..) صفحة 85
تختلط السحن المحيطة بها ( ملامح الصورة وصرت أراها تتكرر في وجوه من هم حولي ومن هم على الشاشات في كل المحطات ) صفحة 98
(…. فأرى وجهي قد لبسته ملامح الصورة المتدلية على الجدار الأيمن المحاذي لفراشنا الكبير ) صفحة 99
الأسلوب الحداثوي الذي كتبت به روايتها يعطينا بعدا جماليا في المخيال يمكن من خلاله رسم الشخوص العائمة بين الأسطر وكذلك الزمن المتشظي من الولادة إلى الموت ..
أحس برؤية انطباعية أنه عمل جدير بالقراءة والمتعة ..
2016-01-23