الرئيسية » أدب الكتاب » تحطيم المصابيح..مقال بقلم الكاتب محمود محمد زيتون

تحطيم المصابيح..مقال بقلم الكاتب محمود محمد زيتون

تحطيم المصابيح المضيئة.!.
هناك ناس لديهم فوبيا الضوء.!
إنهم مرضى، يرتعدون من كل شعاع ضوء تراه عيونهم؛ لذا فإن ديدنهم تحطيم المصابيح المضيئة.!
يتقلبون على جمر الحقد المتقد ولا تخمد نيرانهم وسعارهم إلا عندما تنطفئ هذه المصابيح.!
يريدون أن يتحد الظلام خارجهم مع سوادهم الداخلي.!
وقد يرى آخرون غيري أن كراهية الضوء ليست مرضٱ نفسيٱ، وإنما هواية أوحزب اتحد أعضاؤه لمحاربة النجاح وإخماد جذوة رموزه ومبدعيه.!
فإذا كان ذلك صحيحٱ، فما المتعة التي تتحقق لهم بمحاربة كل ناجح في عمل ما، وإطفاء مصباحه.؟!
أسئلة كثيرة تحتشد في ذهني وتتردد في خاطري بين الفينة والفينة ولا أكاد أجد إجابة ناجعة لها. فكم أكابد ويكابد غيري من مرضى فوبيا الضوء أو اتحاد أعداء النجاح.!
إنهم ناس يكرهون النجاح، وتغشى وجوههم الأحقاد عندما يسقط الضوء على وجوه غيرهم.!
يكرهون الفضل حين ينسب لأصحابه، ويسقطون عليهم فشلهم وعجزهم وقلة حيلتهم
ويسعون لهدمهم كخفافيش تهوم وسط العتمة وفي الخرائب.!
وهؤلاء موجودون حولنا في كل مكان : في المصانع والحقول. في المدارس والجامعات. في الدواوين والأسواق. في الشوارع والحارات. وفي كل مكان تسطع فيه مصابيح الناجحين المبدعين.!
على أعينهم غشاوة، وفي قلوبهم مرض، فلم تعد تنبض بحب ولا أمل في خير يأتي منهم ، كما قال الشاعر:
لا تطلب الحب ممن ليس يعرفه
أو تسأل الشوق قلبٱقد من حجر
لا يرتجى الماء من بئر معطلة
أو يجتبى ثمر من عاقر الشجر.!
فالأسوياء لا يجوز أن يعرف الحقد نفوسهم على كل مجد في عمله أو مخلص لوطنه ورسالته، وذلك ما عبر عنه عنترة بن شداد في العصر الجاهلي فقال :
لايحمل الحقد من تعلو به الرتب
ولا ينال العلا من طبعه الغضب.!
مقالة بقلمي
الكاتب:
محمود محمد زيتون
…………. هوامش………………..
(١)فوبيا.: مرض نفسي أو اضطراب نفسي يصاحب الشخص نتيجة مخافة أشياء مادية أو معنوية.
(٢) عنترة بن شداد : شاعر من العصر الجاهلي (٥٢٥ م).

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.