تســــــاؤلات
شعر: د. وصفي تيلخ
جاءت إليّ معَ المســـــــــاء تُغِذّ في السّير خُطاها
دفّاقةً بالشّوق والآمـــــــــالُ تخطرُ….. في سماها
فرأيتها كفراشةٍ في النُّور مشبوباً ………..هواها
أو زهرةٍ في روضها بالعطر ممزوجاً…… نَداها
فوّاحةً بأريجهـــــــــ ا في كلّ ناحيـــــةٍ…. شذاها
َمَزْهُوّةً مُخْضرّةً والطّلّ مِن حُسْنٍ ……… كساها
فتساءَلتْ وبراءة الأطفــــــــال باديةٌ……. سِماها
هل أنعَشَتْكَ رياح أرضي عطّر الكون … شذاها؟
أم هل شممتَ نسيمها الفوّاح يعبق … مِن رُباها؟
أوَ ما سمعتَ كما سمعْتُ الشّوق يسري مِن ذراها؟
تشكو إليّ حنينها المشبوب في مَهوى … صِباها
وتقولُ لي زيتونتي في اللّيل لصٌّ قد …….جناها
( وعريشةُ ) البستان جدّيَ مِن زمانٍ….. قد بناها
( حاكورتي ) والكَرْمُ والبستان قل لي ما دهاها
والدّارُ ( والطّابونُ ) والنّبَعاتُ أنظرْ هل تراها؟
في مأتم الأيّام سَكْرى من مُدامٍ ……من دِِماها
وتنوء بالأثقال مِن هَوْل الزّمان ……..وما رماها
تدعو الأحبّة للحيــــــــاة فطار مَذْعوراً … نِداها
لا تعجبنْ.. ليس القتيل بسامعٍ منها ………دعاها
جُثَثٌ تسير على الطّريق تَئنّ مِن ظُلْمٍ …..خُطاها
قد ألهَبَتْها في الحياة سياط ُ مَنْ داسوا ……حِماها
***
أبُنيّتي لا تجزعي فغداً يعــــــــــود …..لنا ثراها
هيّا انظري فتيانَها بالنّــــار قد صَهَروا …..عِداها
إنْ في الشّمال أو الجنوب أوِ القطاع وما سِــــواها
في القدس في حيفا ويافا في السّهول ..وفي رُباها
أسْدٌ تزمجر بالفـــــــداء يردّد الكون……. صداها
وغداً تكون جحافل الإســــلام معقوداً ……. لِواها
وتكون عَوْناً للبواسل مَنْ هُمُ دَوْمــــاً ………فِداها
وتعود مسرى المصطفى بالعزّ برّاقاً…….. سناها