وكالة الرأي العربي الإخبارية
بحر الكامل
تعبت من حب المادة .
تعبتُ من حبِّ المادةِ وهواها
ففي تعبِها شرٌّ، ولا في رضاها
وفي تركِها راحةٌ دونَ فداها
إذا ما صرتَ متيمًا بهواها
تذق معنى الحياةِ ولذتها
وتحيا الحياةُ بلا أسى بحماها
فلا تبكي على من راحَ بلا أمرٍ
فلا سماءٌ تغيمُ لموتاها
ولا الأرض قد تجفُّ حقولها
بل تزيدُ خيرًا بنجواها
ولا تنم ليلاً مثقلاً بهموم
فلا ترى في الحلم زهرةً بضحاها
أنا في كوني بدرٌ بشعاع
أتى من حبيبٍ بأرضٍ فصفاها
فمن أتاني طوعًا بلا قيدٍ
سقيته من نبع حكم أحلاها
ومن أبى عني وولى مدبرًا
تركته في بحارجهل يتلاها
فلا الشوكُ يُفِيحُ العِطرَ منهُ
ما دامَ الوَردُ بالأشواكِ زَكَّاها.
تمهل في العشق ما دمت في لقاه
ولا تقنط من آلام بنغزاها.
وكن الخِلَّ متى رضيتُ عنك بما
لشمسي من ضياءٍ يُحيي بهاها.
فلا تَكُنْ لِلحَياةِ عَبْداً تَائِهاً
تَرَى الوَهْمَ حَقّاً في غَيِّ فَنَاها
تَعِبتُ مِنْ حَياةٍ ضاقَ شَرُّها
بِمَنْ فِيها، كُلُّ مُرٍّ بِمَثْواها.
18/07/2024
