“تفريعة” الدوار الرابع …!!!
الرأي العربي .. منال العبادي – الأردن
الشللية وما أدراك ما الشللية، والأجندات المخفية …
كلها تفريعات سياسية، يرفعون شعار “النظام” والنظام منهم براء،
يطالبون بعدل القضاء وهم من يحدد ويقرر ما يصل إلى القضاء !!!.
أما القانون فقد فصّل ليغذي نهجهم وهواهم … فصار سيفهم
وكلمتهم، وإن لم يكن فعلى (المناسف) تحلّ أعقد مشاكلهم …
(حاكم الغاب لما رأى صنيعهم نادى وقال يا حسن شرعي
وعدل تدبيري). يقال بأن إكرام الميت دفنه … ولكن يأبى
كل من ولّي أمرنا … إلا (دفننا بالحياء) .
لست أدري لم يصر رؤساء الحكومات تواترا على خداع الشعب …
إما تبسيطاً وإما تهويلا ، وكأن نهجهم أو وظيفتهم هي مجرد إقناع الشعب
بقوانين أو سياسات أو معاهدات أو إتفاقيات على أنها في صالح الشعب
(وما هي بذلك) ولكن تطبيقها والإلتزام بها هو واجبهم وعليه يجري تعينهم .
أي بمعنى أن كرسي الرئاسة ليس صوريا -كما يظن البعض- لأن التعيين
يأتي بمقابل الإلتزام بتطبيق سياسة موجودة (مطبوخة) أصلا ، ليس للرئيس يد فيها ،
ولكن واجبه تطبيقها وإيصالها وإقناع الناس بها … أي تسويقها ، ثم تحمل تبعاتها (معنويا) فقط .
لست أدري لم يصرون على خداعنا … هل هم بالفعل مجرد (مسوقين) لا يملكون من أمرهم شيئا ؟؟ ، هل فعلا يوقع الرئيس على أستقالته قبل أن يستلم منصبه ؟؟ ، هل فعلا يوجد عُرف بالأردن بأن لا يتعرض كل من يحمل لقب (دولة) للمساءلة ؟؟ ، هل لكل رئيس تفريعة مفصله على هواه لكي يعود تحت الأضواء من جديد حين تحين فرصة أخرى ؟ .
لست أدري لم يصرون على خداعنا… هل بالفعل (أن لكل شخص ثمنه في السياسة) ؟؟ ، نعم… أظنها صحيحة أن لم يكن السياسي من أصحاب المبدأ … وليس فقط صاحب مبدأ، بل ويجب أن يكون سعيه لتحقيق مبدأه أقوى من أي ثمن مادي أو معنوي … وهم قلة لا نراهم على قوائم الدولة … ولكن تطبع صورهم بالقلوب وتزخر بهم كتب التاريخ التي تمجدهم وترفع أسماءهم عاليا… ولست أدري كم هو عدد من ينطبق عليه لقب(صاحب مبدأ) من بين حوالي 60 رئيس وزراء أردني !!! .
إطلع بره… أضحت مفتاح الحل في السياسة الإردنية الحالية .. وأبوابها :الشلة – الدائرة … فإن حالفك الحظ بدخول إحداها فأنت في الـ (SAFE SIDE ) أما أن تكلمت بلسان الناس فتصبح بالتأكيد (OFF SIDE) .
إن طالبت بالمساواة فإلى الجسر …وإن طالبت بالعدل فإلى السجن …وأن طالبت بإنصاف العباد … فإما الإستقالة أو الإقالة… إن شرحت الواقع المؤلم وسميّت الأمور بمسمياتها ولم يرق ذلك لإحدى (الشلل) فالويل لك، وإن قلت كلمة حق عند مسؤول فاسد… تصبح خارج الدائرة ويبدأ عمل القانون الذي حرّف ليصبح سيفهم .
# _إطلع برة.. ، مصطلح قديم … أردني- حديث – بدأ بالصعود مؤخراً على الساحة السياسية نكاية بالربيع العربي ونكاية بالديمقراطية، ونكاية بمن آمن يوما بأن الأردن “وطن للجميع” ونكاية بمبادئ العدل والمساواه وحرية التعبير عن الرأي .
إطلع بره… هو شعار رفعه “بوش الإبن”// إن لم تكن معنا فأنت ضدنا// صار مبدأ يقرر أسس العلاقات السياسية والإجتماعية في الأردن … للأسف، ولكن الفرق يكمن في أن بوش الإبن كان صاحب مبدأ ديني-سياسي، أما عندنا فهم أصحاب أجندات رافعين شعار المحافظة على النظام (( يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك)) .
لست أدري لم يصرون على خداعنا… ولكن السؤال القوي : هل في ظل الصلاحيات الفعلية الحالية لمنصب (رئيس الوزراء) يمكن أن يأتي شخص يمكنه تغير النهج (الترقيعي والتبريري) الحالي ؟؟؟ ، أم سيبقى الرئيس مجرد (بياع) وكل حسب مرحلته وحاجته ؟؟؟ ، وهل الثمن الذي يحصل عليه سواء (المادي أو المعنوي) قليل بحيث يرفض أو يتمرد ؟؟؟ ، لست أظن ذلك … بل ولست أعرف أحدا يمكنه رفض ذلك ، لأننا نسينا مبادئنا منذ أن صمتنا على قانون (الصوت الواحد) ، ومنذ أن إنتظرنا (اللوز والعسل) بعد توقيع إتفاقية وادي عربة ، ومن بعد أن صمتنا حين باعوا مقدراتنا بإسم ليس إسم (الخصخصة) ، وكما نصمت على إتفاقية الغاز والبحرين، تماما كما نحن صامتون على (شاردات) طوقان .
فإلى متى نحصر أنفسنا بسياسات (التفريعة) … ونبدأ بمواجة الواقع بشكل عملي ومحسوب ، على أن يكون البدء بقيادات الصف الأول … فلم يعد لدينا متسع من الوقت، فالنار اليوم تتربص بحدودنا وإن لم نفعل شيئا سنرقص داخلها …. اللهم إني نصحت فاشهد …!!! .