بمناسبة انطلاقة مهرجان التضامن والوفاء للمخيمات الفلسطينية بالداخل و الشتات يشرفني هاهنا ان اشارك ولو من بعد ومن ارض مخيم العودة والصمود في الاردن – مخيم غزة- بالنص التالي:
تَغريبةُ المُخيم
———————-
في شوارعِ المخيمِ
يَكمُنُ الحُلُمُ المُجَلَلُ بالضَباب
وبأزقةِ الحاراتِ تَنغمسُ الطفولةُ
وتَعتَلي أروقةِ المنازِلِ فوقَ السَحاب
هَلْ عِشتَ يوماً سيدي وسَطَ التُراب
هَل تَعرف حَقيقةَ الجوعِ
ومَعنى الفَقرِ
والذَهابَ الى المدرسةِ مَرثيَّ الثيابْ
هَل سِرتَ يوماً في سوقِ مُخيمي
لِترى البؤَساء حقيقةً
دونَ الحكايا لا تَخشَ الذِئاب
هَذا مُخيمي دولةٌ
وزَعيمهُ طِفلاً تُهدهدهُ الليالي
وأمهُ تَعَلمت درساً بالغياب
.
في مُخيمي سَتَرى الرجولةَ
كَيفَ تَعلو
وترى الكهولةَ كيفَ تُعطي
دُروساً
وتَرى النساءَ مُحجَلاتٍ
بمعاني الصمودِ
وبريقهنَ زغاريدُ نصرٍ لا إنسِحاب
–
في مَخيمي تَجدُ الطفولةَ
مَسجاةٌ على الطُرقاتِ
تُلونُها الأمنيات
ويسطَعُ ضياؤها على الأبوابِ
وألواحُ الصَفيحِ المُضَلعِ فوقَ البيوتِ
تعلوهُ شَمسُ النهارِ
وحرارةُ الصيفِ مِن تَحتهِ
وبَردُ الشتاء زمهريرٌ واقتِضاب
ولمُخيمي مِيزةٌ
لا يُنازعُهُ فيها مخيمٌ
ولا ترتقي إليها دولةٌ
ولا تُباعُ ولا تُشتَرى
فأهلهُ اسرةٌ والعائلاتُ تَوحدوا
لا يضُرهم نَبحُ الكِلابْ
في مخيمي تَرى الكرامةَ مرسومةٌ
على الوجوهِ ومنقوشةً بالقلوبِ
حكاياتُ البطولةِ وحُلمُ الرجوعِ
المُزركشِ فوقَ الضباب
أعَرِفتَ الانَ سيدي إسمَ مُخيمي
هوَ نِسبةً لغزةَ هاشمٍ
تَيمُناً بالعودةِ بعدَ الغِياب
——–
عادل محمد الخطيب
مخيم غزة – جرش