مقال بعنوان :
تَفائلوا بالهموم
**********
فالهموم مثل الغُيوم ما تَرَاكمت إلا لتَتَساقط زَخَات المطر لتُبَدِد ما عَلقَ بالأجواء من أتربة وأوبئة وفيروسات ، كذلك النفوس والأفئدة كلما تَثَاقلَت عليها الهموم والأحزان حتى باتت وَشِيكة الانفجار إلا ويَتبدد ما علق بها من وجع وألم ، وما أَلَمَ بها من حزن وضيق وكرب .
فالهموم إذا تَرَادفَت فى القلب ولم يَستَرح للشكوى ولم يَبوح بها اللسان فقد يضيق بها ذرعاً ، وما يَلبثُ أن يَهلكُ غماً ويَموت أسفاً وكدراً ، فحينما تَشتَد بك الدنيا وتجرى المقادير بما لا تهواه نفسك تجد الدنيا مُعرضةً عنك حتى الماء السائل تَجده مُتَجَمداً بين يديك ، وحينما يأتى الفرج بقدر الله ينهمر الماء بثلجه وتأتيك الدنيا صَاغرة رَاغمة ، فكلما تثاقلت عليك الهموم كانت إيذاناً بفرج قريب ، وكلما إشتد سواد الليل كان إيذاناً ببزوغ الفجر وتَبدد الظُلَم .
فقط ثق بربك ونَحِى الهموم جانباً وضع الابتسام والسرور والفرح والحبور والتفاءل نُصب عينيك تجد الفرح يَغشاكَ يميناً ويساراً ، ومن أمامك ومن خلفك ، ومن فوقك ومن تحتك ، فابتسم فالابتسام من الصفاء ” فمن صَفى صُفى له ، ومن كَدر كُدر عليه ” – كما قال إمام الدعاة ابن الجوزى .
فالانسان الذى يحمل يقيناً وإيماناً بالله سبحانه وتعالى لا ييأس أبداً من رحمته وفَرجه فمهما طال الزمن واشتدت الأزمات وضاقت الحلقات وتقطعت السُبل فإن اللّه سميع قريب مجيب الدعاء ، فعندما نُوقِن ونُزعِن بأن الأمر كله بيد الله وحده ونُسلمُ أنفسنا إليه ونَعتمدُ عليه فى أمرنا كله ونأخذ بالأسباب المشروعة فى جلب الخير ودفع الضُر حينها فقط ترتاح القلوب وتطمئن لقضاء الله وقدره فترى من خَفِى لطف الله ما يُدهشُ من التدبير مصداقا لقوله تعالى :
” ومَنَ يَتَوَكل على الله فَهو حَسبُه إنَ الله بَالغُ أمره ”
صدق الله العظيم – الطلاق (3)
طاب صباحكم بما يفتح لكم به مغاليق الابواب .
د. الغلبان